اختلف مهتمون بالجانب الرياضي على آلية حفظ حقوق الأندية واللاعبين الهواة في حرية انتقالهم لأندية أخرى، إذ اعتبر البعض اللاعبين ملكا للنادي الذي نشأ فيه اللاعب وأن الانتقال عبر مايسمى بالكوبري انتهاك لحق النادي، بعد أن قرر مجلس إدارة الاتحاد الموافقة على مقترح لجنة الاحتراف بإضافة فقرة على المادة 25 من لائحة الاحتراف السعودي تحت رقم (ثالثا) تقضي بأن اللاعب الهاوي الذي وقع عقدا احترافيا خارجيا بدون موافقة ناديه ولم يكمل عامين كمحترف في الخارج ويرغب في العودة إلى المملكة فيجب أن يعود إلى آخر نادٍ كان مسجلا فيه محليا وأن يطبق ذلك من تاريخ صدور القرار. لكن آخرين شددوا على ضرورة الانتباه إلى عمر اللاعب وأن انتقاله مستهلكا يعني عدم استفادة النادي الآخر منه أو عدم استفادة اللاعب من العروض التي تقدم إليه بأثمان زهيدة. من جهته، طالب قانوني بضرورة سن نظام يحدد آليات انتقال اللاعبين مع ضمان حقوق الطرفين، معتبرا أن مايسمى بالكوبري أمر مخالف للأنظمة ومضاد للشفافية والوضوح. حماية الأندية وهنا يوضح رئيس نادي القادسية عبدالله الهزاع أن أقل مايجب تجاه الأندية التي تصدر اللاعبين حمايتها من استثمارها الحقيقي المتمثل في تنشئة اللاعبين وبنائهم. ورأى في أن قرار الاتحاد السعودي القاضي بضرورة عودة اللاعب الهاوي المحترف خارجيا إلى ناديه الأصلي، إنصافا للأندية التي تعتمد على بناء اللاعبين والاهتمام بالفئات السنية وحماية لحقوق الأندية بوضع قوانين ملزمة. وأكد أن القرار مناسب جدا وحفظ للحقوق ودعم للأندية التي دأبت على تصدير اللاعبين والكفاءات، ودفع لها في الاستمرار في تخريج النجوم وإبرازهم، وهو الأمر الذي ينعكس إيجابا على الكرة السعودية ومستقبلها. وشدد الهزاع على أن استثمار الأندية للاعبين هي عملية أصيلة واستراتيجية متكاملة تمثل استثمارا نوعيا خاصا بالفئات السنية، معتبرا أنها من أهم عوامل الاستثمار الرياضي. غير مناسب من جانبه، خالف الوسيط السعودي ومدير مكتب التعاقدات عماد الصقير رأي الهزاع في ماذهب إليه، معتبرا أن احتفاظ النادي باللاعب أمر غير مناسب. واعتبر أن في ذلك مصادرة لحرية اللاعبين من الاحتراف في أندية أخرى وهم في قمة عطائهم، مبديا استغرابه من هذه النقطة «بعد أن تخلصنا من مشكلة قائمة الانتقال دخلنا في هذه الدوامة»، مشيرا إلى أن الأندية الأخرى لا ترغب في اللاعبين المستهلكين. واقترح الصقير تكوين لجنة خبراء لتحديد توجه اللاعب نحو الاحتراف في الأندية الأخرى وتقنين القرار الصادر من الاتحاد السعودي بشأن عدم تمكين اللاعب الهاوي من التوقيع لنادٍ آخر قبل الحصول على إذن ناديه الأصلي. ونبه إلى أن شركات التأمين في الدول المتقدمة كرويا تؤمن على اللاعبين وتضمن مدة عطائهم عند احترافهم في الأندية العريقة، مشيرا إلى أن هذه الخطوة هي لأجل حفظ حقوق الأندية وليست لتكبيل اللاعبين وجعلهم ملكا لرؤساء الأندية، وهو ما يتعارض مع مصلحة اللاعبين. غير لائق من جانبه، أكد المحامي والمستشار القانوني الدكتور خالد أبو راشد أن استفادة بعض اللاعبين لما يسمى بالكوبري أمر غير لائق، مقترحا أن يتم إيجاد آلية مناسبة لانتقالات اللاعبين تضمن حقوق الأندية واللاعبين في وقت واحد. وتساءل: هل يسري القرار الصادر من الاتحاد السعودي لكرة القدم على اللاعبين الهواة الموقعين في السابق مع أندية أجنبية، مشيرا إلى أن المفترض أن يكون سريان القرار من تاريخ صدوره أو بشكل لاحق. ورأى أن في طريقة الكوبري انتهاكا للحقوق وأمرا مخالفا للشفافية والوضوح، معتبرا أنها ظاهرة سلبية، ويجب إيجاد طريقة بديلة تضمن حقوق الطرفين في آن واحد. اعتبر الكاتب والناقد الرياضي عثمان مالي أن ظاهرة كبري اللاعبين تناقض واقع وتعامل نظام الاحتراف مع اللاعبين الهواة في الأندية السعودية مع أهداف الاحتراف التي تتعامل بها الأندية، سواء الهدف الاجتماعي الملغي الذي لم يعد موجودا في اللائحة المعدلة، وهو جعل كرة القدم «مهنة» رسمية تحظي بالقبول والاحترام من قبل المجتمع، أو الهدف الاقتصادي المفيد للأندية، وهو تأمين مصادر دخل إضافية للأندية من خلال عقود الانتقالات والإعارة، وهو الهدف الذي تكبله عقبات لاتزال قائمة، وتعترض سبل بعض اللاعبين الراغبين في الانضمام إلى سلك الاحتراف وجعله مهنة لهم، لامتلاكهم كامل المؤهلات المطلوبة والمزايا التي تؤهلهم للاحتراف والتقدم فيه، الأمر الذي يجبر بعض أولئك اللاعبين ووكلاء أعمالهم إلى التحايل واللجوء إلى الالتفاف على النظام بحثا عن دخول عالم المحترفين، بعد أن تقف الأندية في وجوههم وتحرمهم من ذلك بمساهمة النظام! وأضاف «مشروع كوبري الاحتراف الذي لجأ إليه أكثر من لاعب وأكثر من مرة، هو الحل العملي والمتاح الذي يحقق حلم الاحتراف للاعبين هواة يجبرهم النظام على أن لا يحترفوا للمرة الأولى إلا في أنديتهم وتضغطهم الأندية تحت هذا البند بطرق تعسفية، في بعضها انتقاص كبير وفي بعضها احتقار واضح، ويصل البعض إلى حد الإذلال، والحل هو الهروب الذي يمارسه الرافضون عن طريق الكباري طويلة المدى وعابرة القارات، هرب من قبل أكثر من لاعب، وسار على نهجهم مؤخرا عبد الخالق البرناوي لاعب الوحدة بعد أن احتقره عرض ناديه الذي قدم له والذي لا يوازي موهبته. وبالطريقة نفسها هرب خالد الغامدي بعد أن وجد أن عرض ناديه فيه انتقاص كبير له ولموهبته، وليس مقياسه العرض السويسري الذي قدم له إذا صح أنه أقل من عرض القادسية فهو ليس سوى ثمن العبور وقيمة الكوبري؛ وإنما المقارنة يجب أن تكون في العرض المحلي الرسمي بعد انتهاء مراحل العبور». المخرج الوحيد المشجع محمد محبوب يؤيد فكرة الكبري، مشيرا إلى أنها المخرج الوحيد للاعب الذي يضطهده ناديه دون أي تقدير لدوره وجهده، كما يتيح فرصة البحث عن العرض الأفضل. وسيلة مناسبة أما علي الغامدي، فيرى أن عملية الانتقال غير المباشر للاعبين الهواة السعوديين لأندية محلية أخرى تتخذ طريقة (الكوبري) وسيلة مناسبة لتحقيق أهدافها بأقل التكاليف الممكنة، مشيرا إلى أنه أمر مناسب للغاية. انتقادات عنيفة ويخالفه في ذلك بندر حلواني الذي يرفض هذه الفكرة تماما، وقال إن الكوبري يواجه انتقادات عنيفة من الجميع ويجب أن يتم التصدي له بقوة وبفاعلية تامة عبر القرار الذي أصدره الاتحاد السعودي مؤخرا. مصلحة اللاعب ثامر الغامدي، يرى أن اللاعب يجب أن يكون حرا في ما يختاره لأجل مصلحته المستقبلية، ولا يجب أن يكون حكرا لنادٍ معين، مشددا على ضرورة تلافي هذه النقطة في القرار الذي صدر مؤخرا من الاتحاد السعودي. خسارة للأندية أيمن الزهراني، يقف بحزم ضد كبري اللاعبين ويقول إن هذه الظاهرة تمثل خسارة كبيرة للأندية التي تعتمد على تصدير المواهب وتصرف على اللاعبين دون أن تجني ثمار هذا التعب بعد أن سمحت ثغرة في النظام من استغلالها للعبور إلى نادٍ آخر عبر وسيط مؤقت في عملية تصور تعاملنا المشوه مع الاحتراف الخارجي.. إنتاج اللاعبين خالد حميد، وقف في صف الأندية التي تنتج اللاعبين، وقال إن هذه الظاهرة تغرق الأندية التي تصدر اللاعبين بالفشل وتبخس حقوقهم، وأيد القرار الصادر من الاتحاد السعودي بهذا الشأن.