اعترف وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المساعد لشؤون المساجد الشيخ عبدالمحسن بن عبدالعزيز آل الشيخ بعدم قدرة الوزارة على مراقبة جوامع المملكة التي يقدر عددها ب 14 ألف جامع قائلا: «من المستحيل أن تراقب الوزارة هذا العدد من الخطباء كل جمعة فهم محل الثقة والكفاية والأهلية في جملتهم ونثق بإدراكهم لما يحتاجه المجتمع من معالجات»، موضحا أن الجزاءات محصورة على من يخالف الواجبات المناطة به في نظام الأئمة والمؤذنين والتعليمات اللاحقة، نافيا إيقاع الوزارة جزاء على من أخذ خطبة من كتاب أو موقع، مبينا أنه ليس الفعل في الأصل مخالفة وإنما المهم ألا يكون الأخذ من الإنترنت أو الكتب دائما إذ سيكون ذلك مؤثرا على إبداع الخطيب في توجيهه للمصلين. وأضاف آل الشيخ: «لا يحسن بمن لديه القدرة والأهلية أن يأخذ من الخطب التي توجد في مواقع الإنترنت إلا في حالات الضرورة مع حسن اختيار الموضوع، ولكن هناك بعض الخطباء في قرى صغيرة وليس لديهم القدرة التامة على تدوين خطبة مميزة كل أسبوع فلا بأس لمن هذا حاله أن يستعين بالخطب المطبوعة في الكتب أو المنشورة في الإنترنت بعد قراءتها والتأكد من مناسبة موضوعها في الجملة». ونفى آل الشيخ وجود ضعف عام في خطب الجمعة، مشيرا إلى أن ما يطرح في إطار المقبول متى ما تم الالتزام بمفهوم أن الخطبة للوعظ والإرشاد ومناقشة ما يهم المصلين في حياتهم وإرشادهم إلى أحكام الشريعة والهدي النبوي مع عدم التعدي على أحد والحرص على الائتلاف والجماعة. ولفت آل الشيخ إلى آلية اختيار الوزارة للخطباء من اختيار الأكفاء من خريجي الكليات الشرعية لتولي الخطابة في الجوامع، موضحا: أنه «يتم إجراء اختبارات شرعية ومعلومات عامة لهم للتأكد من صلاحيتهم، وبهذه الخطوة الأولى نضمن الحد المناسب لمن يرتقي المنبر للخطابة ونأمن على حسن اختياره للموضوعات في الخطبة». وتابع: «تأتي الخطوة الثانية بعد التعيين بالرفع من مستوى الخطباء إزاء ما ينبغي عليهم نحو مجتمعهم باللقاءات والدورات وورش العمل التي عقد الكثير منها في الفترة القريبة الماضية»، مشيرا إلى أن الخطباء على مستوى من الإدراك والفهم ويعالجون كثيرا من القضايا بما لديهم من العلم الشرعي والحس الوطني، مستدلا على ذلك بجهودهم في الأحداث الأخيرة، واستدرك: «لكن لا يسلم أن هناك ضعفا عاما على الخطباء وإنما هي حالات تعالج بحسبها». وبين آل الشيخ حرص الوزارة على الرفع من شأن الخطباء بعقد اللقاءات العامة وورش العمل المتخصصة والندوات المتعددة التي من شأنها تحسين أداء الخطيب وحسن استيعابه للمتغيرات وثباته على الأسلوب الشرعي المؤصل بالكتاب والسنة في معالجة القضايا التي يحتاجها المجتمع والبعد عن مالا نفع فيه. كاشفا عن توجه الوزارة لزيادة تفعيل مناشط معهد الأئمة والخطباء فيما يخص الخطباء، كما أن في الوزارة الفريق العلمي للمساجد وهو مكون من نخبة من المشايخ من الوزارة ومن خارجها للنظر فيما يتعلق بالمساجد ومنها الخطب وتأثيراتها، كما أن للجان الاستشارية في الفروع أثرا مهما في توجيه من يلحظ عليه من الخطباء.. وحمل آل الشيخ الناس مسؤولية عدم حضور الخطبة من أولها مبرئا ضعف الخطب والخطباء من ذلك بقوله: «لم ترصد الوزارة شيئا من إحجام الناس عن الحضور للخطبة والاكتفاء بالصلاة بسبب ضعف مستوى الخطبة ولكن المحزن أن تفريط البعض في التبكير للجمعة هو بسبب السهر والانشغال بالملهيات وعدم الرغبة في تحصيل الأجر وهذه ليست من علامات الخير.. وتناسى الكثير من الناس الحديث الصحيح في فضل التبكير إلى الجمعة وماله من ثواب، وقد سألت جمعا من الخطباء عن امتلاء المساجد حين صعودهم المنبر فأجابوا بأنه كثير ولله الحمد». وطالب آل الشيخ الخطباء بضرورة تحري مشكلات المجتمع وطرح حلولها في الشريعة بعد عناية بحث وتقص وتجنب الاعتداء في الدعاء والحرص على الهدي النبوي في أداء الخطبة مع الإخلاص والنية الحسنة حتى يكون له أثر صالح في نفوس المتلقين.