شدد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح آل الشيخ على ضرورة عناية الأئمة والخطباء بالشباب الذين يريدون التدين والالتزام المبكر. وأكد أهمية مضاعفة جهودهم لمواجهة الفكر الضال وكل فكر فيه صرف للناس عن الهدى، ومحاربة الأعمال الإرهابية التي يتبناها من شابهوا «الخوارج». وقال خلال لقاء مع أئمة وخطباء مساجد وجوامع منطقة نجران مساء أول من أمس: «يجب الحرص على الشباب الذين يريدون التدين والتنبه لأفكارهم، وتوعية من لديه فكر ضال منهم بأنه مخالف للعقيدة، ولا بد من تعاون أهله وأهل المسجد حتى يتم تحصينه ولا يقع فريسة للفئة الضالة»، مشيراً إلى أن من هؤلاء الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و17 عاماً من يتكلم في أمور أكبر منه في الدولة وفي العلاقات الدولية والجهاد، ولذا لا بد من دراسة توجههم وتحصينهم ومواجهتهم بالعلم النافع. وذكر أن بعض الخطباء والأئمة ينتهجون الصلافة مع جماعة المسجد فلا يقدّرون كبير السن أو أصحاب الشأن في مخالفة للهدي النبوي الذي أمر بإنزال الناس منازلهم، وبعضهم يتعامل بتعال مع المصلين وينتظر منهم أن يقدرونه وأن تكون كلمته دائماً هي الكلمة. وأكد أن للوزارة جهوداً متواصلة في مسألة توجيه الشباب والناشئة إلى الطريق المستقيم والصحيح بعيداً من الانحراف والتطرف والغلو، إذ وزعت مئات آلاف النسخ من المطويات والنشرات التي يمكن الاستفادة منها في محاربة الإرهاب والفكر الضال، مشدداً على ضرورة أن يتحدث جميع الأئمة والخطباء عن ذلك في خطبهم. وتابع آل الشيخ: «على خطباء وأئمة المساجد ما ليس على غيرهم، وهذا يعني أن المطلوب دائماً من كل منتسب إلى هذا المجال أن يراجع نفسه بين الحين والآخر، وأن يتوخى الخير دائماً بما فيه النفع العام، وتحقيق المصالح العليا، والامتثال لأمر الشارع الحكيم، ولهذا من صفات الإمام والخطيب أن يكون نقي القلب مخلصاً لله، وأن يحرص على الاحتساب في عمله في المساجد والجوامع». وتطرق إلى أهمية الخطبة، مشيراً إلى أن المقصود منها تذكير الناس أسبوعياً بحق الله تعالى بالموعظة الحسنة وبالجنة وما أعد الله لعباده المؤمنين فيها، والترغيب فيها، والتذكير بالنار وما أعده الله فيها للمخالفين لرسله ولأهل الكبائر من أمة محمد ونحو ذلك. وقال الوزير آل الشيخ: «كان المسلمون في ما مضى يعلمون الصغار هذه المسائل في المناهج الدراسية، ولكن تحتاج إلى تذكير بين الحين والآخر ويحتاج إلى التعريف بمن تعبد، ومن هو نبيك، وما هو دينك، وأهمية الشهادتين وأركان الإسلام الخمسة وبقية تفصيلاتها، وما يحتاجه المسلمون في حياتهم ومجتمعهم، مما يتصل بذلك والذي يكون مواكباً لمقتضيات الخطابة من معرفة أحوال الناس وما هم عليه، وما يهتمون به». وتطرق إلى أن على الخطيب أن يكون متحلياً بالصفات اللازمة لخلافة رسول الله على المنبر، ولذا ينبغي أن يتصف بصفات الأنبياء والعلماء ويتمثلها في خطبته، مقتدياً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، واعياً لسيرته في خطبه. وتابع: «ينبغي على الخطيب أن يوافق سنة النبي في اختصار الخطبة، وان يتجسد سماته في معانيها، كما يتوجب على الخطباء عدم التعجل في إعداد الخطبة لأنها مهمة شرعية، وانتقاء الكلمات المناسبة والكلمات التي لا تنفر الناس وتوافق مقاصد الشرع». وحذر من أن الخطيب الذي يدخل في تفاصيل المسائل على المنبر يفقد هيبته، ويظن أنه قوي ولكنه عكس ذلك، لأن مهمة الخطيب جمع الكلمة والإصلاح بالتي هي أحسن وليس الإصلاح بما يرى هو. ونبه إلى أن كثيراً يدعون محبة الله ورسوله، والله ورسوله منهم براء، لافتاً إلى أن أحداثاً مرت بالأمة الإسلامية على مدى القرون الماضية تشهد على ذلك. ورأى آل الشيخ أن الخطيب يجب أن يكون أفقه الموجودين وأقرأهم وأحكمهم لأنه يؤم القوم، ولا بد أن يتحلى بالعقل وسعة الإدراك والعلم، ويعد للخطبة إعداداً جيداً متحرياً فيها الصواب. وذكر أن على وزارة الشؤون الإسلامية أن تعين الخطباء وأن تسدد من أصاب وتقويه، وأن توجه من خالف ذلك لتدارك الأمر.