ابشروا أيها الأزواج الأعزاء، فبعد اليوم، لا عنف أسريا ولا خلافات زوجية ولا نكد، وإنما حياة صافية هادئة يحفها السلام والسكون. هذا ما بشرت به إحدى المؤسسات لنادي (الزوجات المطيعات) في دولة ماليزيا. تقول تلك المرأة الصالحة: إن أسباب الخلافات الزوجية قابلة للقضاء عليها متى تدربت الزوجات على القيام بأمور ثلاثة: (الطاعة والخدمة والتسلية). فالمشكلات الزوجية تقع حين لا (تطيع) الزوجة زوجها!! وحين (تقصر) في خدمته!! وحين تعجز عن (تسليته)!! ولكن متى أتقنت الزوجات أداء تلك الأمور الثلاثة (الطاعة والخدمة والتسلية) فإنهن لا محالة سيحققن السلام في بيوتهن؛ لأن الأزواج يندفعون إلى إساءة معاملة الزوجة واتباع العنف معها أو خيانتها حين (لا تطيع ولا تخدم ولا تسلي)، فماذا نتوقع من الرجل أمام امرأة لها هذه الطباع؟! هذه الوصفة السحرية للسلام الزوجي، هي، (حسب ما أظن) حلم كل رجل أن يجد زوجة (مطيعة وخادمة ومسلية). ولكن هل هي أيضا حلم المرأة؟! هل الاتصاف بتلك الصفات هو مما يسعد المرأة؟ في غالب الظن أن الإجابة (لا). فلم إذن تفعل المرأة ذلك؟ هي تفعله لأحد أمرين: إما لأن طبيعة المرأة (ملائكية) كما يحب البعض أن يصورها، رقيقة حبيبة ودودة، تبلغ بها الرقة حدا عاليا يجعلها تنكر ذاتها وتجمد مشاعرها لتفكر فقط في إسعاد الزوج للاحتفاظ بحياة أسرية هائنة. وإما أن يكون فعلها ذاك نموذجا حيا لما يفعله القهر بالإنسان حين يجرد المقهور من احترامه لذاته وثقته بها فيجعله لا يرى نفسه إلا في مكان المقصر والمخطئ والمذنب، ذلك في مقابل هالة التقديس العظمى لشخص القاهر، فيلقي اللوم دائما على نفسه في كل ما يقع عليه من إساءات وما يتعرض له من أذى، معتقدا أن ذلك نتيجة طبيعية وعادلة لما يبدر منه من سوء تصرف. وحسب ما يقوله علماء النفس فإن المقهور ضحية للقاهر، فالقاهر، جزء من عملية القهر عنده، أن يتعمد التقليل من شأن المقهور وأن يزدريه ويحقر كل ما يصدر عنه ويصمه بالغباء والعناد والجهل، فيقضي على كل ما لديه من اعتزاز بالذات أو رضا عنها. فهل هذا ما حدث لأولئك النساء؟!حين بررن عنف الأزواج أو خياناتهم لهن بأنها ناجمة من تقصيرهن في خدمة الزوج وتدليله وطاعته؛ أي أنهن يرين أنفسهن هن المخطئات المقصرات، وبالتالي هن الملامات، أما الأزواج فلا لوم ولا تثريب عليهم في ما يقومون به من الإساءات!! الفرق يظهر شاسعا بين الرجل والمرأة، (القاهر والمقهور)، فالرجال لم يفكر أحد منهم في معالجة المشكلات الزوجية بمثل هذه الطريقة الحريرية، ولم نسمع قط أن أحدا فكر في إنشاء جمعية رجالية للتناصح فيما بينهم حول الكف عن العنف في التعامل مع الزوجات أو الاجتهاد في رعايتهن وخدمتهن، ولم نسمع قط عن جمعية رجالية تنادي بالإقبال على ملاطفة الزوجات والترفيه عنهن. الرجال لا يتنادون فيما بينهم إلى إلانة الجانب للزوجات، أو الالتزام بالأمانة والإخلاص لهن كوسيلة للاحتفاظ بحياة أسرية سعيدة، الرجال ومعهم ربائبهم من (المقهورات) يرون أن واجب الزوجات أن يقدمن كل التنازلات ويبذلن كل الجهد حتى ينلن الرضا، أما إن فشلن، فلا أحد سواهن يلام على التعاسة ونشوب المشكلات. فاكس 4555382-1 ص.ب 86621 الرياض 11622 فاكس 014555382 للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة