أكد وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي، أن البترول ليس ثروة المملكة الوحيدة، فلقد أنعم الله عليها بفيض من أشعة الشمس والسليكا والمساحات المفتوحة التي تجعل من الطاقة الشمسية محل اهتمام منطقي وطبيعي. وقال في تصريح بمناسبة نيله الدكتوراه الفخرية من جامعة قورنيكزو هوتنيكزا للعلوم والتقنية في بولندا: إن المملكة وسعت نطاق عملها ليشمل مصادر الطاقة البديلة؛ نظرا لأهمية إسهامها في أمن الطاقة، لكونها موارد متنوعة ومعقولة السعر وسهلة المنال، ولتكون ضمن مزيج الطاقة المثالي. وأكد أن احتياطيات المملكة المؤكدة من البترول والبالغة 264 بليون برميل، هي مجرد طرف في المعادلة، أما الطرف الآخر فيتمثل في التزامنا بتوفير الطاقة للعالم بموثوقية، بوصفنا أكبر موردي الطاقة في العالم، مشيرا إلى أن هذا الالتزام ينعكس من خلال استثمار 125 مليار دولار في المملكة على مدى خمس سنوات في مختلف مراحل الصناعة البترولية. وأضاف أن من الأدلة الأخرى على هذا الالتزام تركيز المملكة على الأبحاث الهادفة إلى تحقيق الاستدامة، مثل تقنية استخدام النماذج مليونية الخلايا لمحاكاة حقول البترول العملاقة برسومات تبلغ معدلات دقتها تلك الخاصة بالمسوحات السزمية، أو تقترب منها بهدف تحسين الإنتاج والحقن، وتقنية استخدام الأجسام متناهية الدقة لرسم خرائط المكامن وتوصيفها. وقال: إن الجامعات تكتسب في القرن الحادي والعشرين قدرا أكبر من التأثير والأهمية، حيث أدت العولمة، وظهور عصر المعلومات، ونمو الاقتصادات القائمة على المعرفة، إلى تهيئة الجامعات لتقديم الخدمة لمؤسسات تشارك بفعالية في الشراكات المحلية والعالمية، من أجل تحقيق أهداف وفوائد مشتركة في مختلف التخصصات داخل الجامعة. وتابع، أنه وتمشيا مع الرسالة الحيوية للجامعة البحثية في القرن الحادي والعشرين، تأتي جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في طليعة المؤسسات التي تستثمر في مجال الطاقة الشمسية، فمركز أبحاث هندسة الطاقة الشمسية والخلايا الضوئية في الجامعة، وهو الأكبر بين مراكز الجامعة التسعة، يهدف إلى توفير خلايا شمسية منخفضة التكلفة، وعالية الكفاءة، وإتاحتها تجاريا من خلال خفض تكلفتها. وعبر عن اعتزازه بشهادة الدكتوراه الفخرية التي منحته إياها جامعة قورنيكزو - هوتنيكزا، وقال: إن مثل هذا التكريم، إنما يدل بشكل واضح على قوة الروابط الثقافية، والعلمية، والأكاديمية، بين المملكة وبولندا، اللتين تشتركان في التاريخ المتميز لكل منهما.