أوضح وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي أن احتياطيات المملكة المؤكدة من البترول والبالغة 264 بليون برميل هي مجرد طرف في المعادلة ، أما الطرف الآخر فيتمثل في التزام المملكة بتوفير الطاقة للعالم بموثوقية ، بوصفها أكبر موردي الطاقة في العالم. مبيناً أن هذا الالتزام ينعكس من خلال استثمار 125 مليار دولار في المملكة على مدى خمس سنوات في مختلف مراحل الصناعة البترولية ، مضيفاً أن من الأدلة الأخرى على هذا الالتزام ، تركيز المملكة على الأبحاث الهادفة لتحقيق الاستدامة ، مثل تقنية استخدام النماذج مليونية الخلايا لمحاكاة حقول البترول العملاقة برسومات تبلغ معدلات دقتها تلك الخاصة بالمسوحات السزمية ، أو تقترب منها بهدف تحسين الإنتاج والحقن ، وتقنية استخدام الأجسام متناهية الدقة لرسم خرائط المكامن وتوصيفها. وعبر المهندس علي النعيمي عن اعتزازه بشهادة الدكتوراة الفخرية التي منحته إياها جامعة قورنيكزو - هوتنيكزا للعلوم والتقنية في جمهورية بولندا ، وأوضح في كلمة له بهذه المناسبة أن الجامعات عملت دائما لخدمة غرض سام يتمثل في غرس المعرفة وتحقيق التفاهم من أجل تقدم البشرية ، كما تعود هذه الجامعات بفوائد اقتصادية وثقافية واجتماعية جمة على المدن التي تتواجد بها , مبرزا الثقافة في المملكة وإسهامها في مجال المعرفة والاختراع. وتابع أن (المملكة العربية السعودية دولة فتية نسبيًا ، إلا أننا نبني بسرعة على هذه التقاليد العريقة في مجال التعلم وتقديم الإسهامات البارزة ، فقد تم إنشاء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في ثول على البحر الأحمر بالمملكة العربية السعودية ، وهي جامعة للدراسات العليا ، على التقاليد العريقة ذاتها للجامعات القديمة). وأضاف: (جامعة الملك عبد الله للعلوم التقنية هي إحدى مؤسسات القرن الحادي والعشرين ، وقد صممت كما قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - لتأخذ المملكة إلى العالم وتأتي بالعالم إلى المملكة ، من خلال الأبحاث المحلية والدولية والشراكات التعليمية , ومفتاح ذلك كله هو مواهب الشباب، وتعمل كل من جامعة الملك عبدالله وجامعة قورنيكزو - هوتنيكزا على استقطاب وتطوير المواهب ، وتخريج أفضل المواهب العالمية ، إدراكا منهما لضرورة المنافسة على العقول النيّرة. وأضاف: (نحن نعلم أن الوقود الأحفوري ، وعلى رأسه البترول والغاز ، سيظل يلبي معظم احتياجات العالم من الطاقة خلال العقود القليلة القادمة على الأقل. غير أنه ستكون هناك حاجة في نهاية المطاف لمساهمات جميع مصادر الطاقة للحفاظ على قوة الاقتصاد العالمي ، ومساعدة بلايين الفقراء في تحقيق مستوى معيشة أفضل).