قدر مهتمون بالتراث والآثار في منطقة حائل أن قيمة القطع الأثرية التي يمتلكها الأهالي في منازلهم تقدر بأكثر من 200 مليون ريال، وفقا للسوق العالمية في بورصة الآثار، موزعة على نحو 400 متحف تعود ملكيتها إلى أهالي حائل وأسر كان لها حضور اجتماعي وثقافي وسياسي في المنطقة في فترات سابقة، واحتفظت بالكثير من تلك القطع النادرة. وأرجع عدد من المتخصصين والمهتمين بتراث منطقة حائل السبب الرئيسي في اهتمام أهالي المنطقة بالمتاحف التراثية وجمع القطع النادرة وشرائها بمبالغ كبيرة إلى طبيعة المنطقة وجذورها التاريخية الممتدة في أزمنة وحقب مختلفة، حيث تمثل حائل بوابة رئيسية للجزيرة العربية والحرمين الشريفين من الجهة الشمالية. ويبرز في منطقة حائل متحف القشلة، والذي يعد من أهم المتاحف في المنطقة، وتعود ملكيته للهيئة العامة للسياحة والآثار، حيث يعد المتحف شاهدا على عصور ما قبل التاريخ، والتي تبدأ من العصور الحجرية حتى العصور المتأخرة، ويضم مجموعة من القطع الحجرية والفخارية، ولوحات من النقوش والكتابات الحجرية، إضافة إلى نصوص وصور تحكي أزمنة قريبة لما قبل الإسلام وما بعده. ويرى علي بالرخيصة، أحد ملاك المتاحف الخاصة في حائل، أن الاهتمام بالقطع الأثرية يأتي بعدة طرق مختلفة، منها توارث القطع من شخص إلى شخص، وكذلك الجمع بطريقة الشراء، مشيرا إلى أنه جمع الكثير من القطع والمقتنيات النادرة في متحفه، وأنه اشترى بعضها بمبالغ عالية جدا، مؤكدا أن «الخبرة» كفيلة بمعرفة القطع التاريخية، إذ إنه يستطيع التعرف على القطع بعد تفحصها. وأشار بالرخيصة إلى أنه عرض في حائل خلال مهرجاناتها الصيفية أكثر من 200 ألف قطعة مختلفة، شملت بعض المقتنيات النفيسة والمخطوطات التي تعرض للمرة الأولى، ويعود عمرها إلى أكثر من 2800 عام جمعت من قبل أصحاب المتاحف الخاصة والمهتمين بالتراث الشعبي في المنطقة، إضافة إلى معروضات تراثية لكل المهن الحرفية، كالبناء القديم، النجارة، والمشغولات الخزفية.