نظم أدبي حائل مساء الاحد الماضي بالقاعة الثقافية في مقره ندوة ثقافية بعنوان: "المتاحف الخاصة.. الواقع والمأمول" أدارها عضو مجلس إدارة النادي الأستاذ سالم الثنيان، وشارك بها مدير مكتب الآثار والمتاحف بحائل الأستاذ سعد الرويسان، وصاحب أحد المتاحف الخاصة بحائل الأستاذ علي بن عوض باخريصة. وبدأت الندوة بالتعرف بسيرة المشاركين ثم تحدث باخريصة عن الآثار في منطقة حائل والقيمة الدائمة للآثار، وتناول أحد وظائف المتاحف من حيث إتاحة الفرصة للتعلم مع المتعة، وتطرق باخريصه لمتطلبات أصحاب المتاحف الخاصة من إصدار تنظيم للمهتمين بجمع التراث، وإيجاد أماكن خاصة لأصحاب المتاحف، وإنشاء جمعية خاصة بهم، ووضع المتاحف الخاصة ضمن البرامج السياحية مع الاستفادة من الفعاليات للترويج للمتاحف، والتعاون من هيئة السياحة والآثار لتوفير معلومات عن القطع في المتاحف مع تدريب أصحابها على الترميم والمساندة في التوثيق لبيانات القطع الأثرية، مطالبا بدعم المتاحف الخاصة لتكون مساندة للمتاحف الحكومية، والعمل على إيجاد مزاد تراثي منظم للمقتنيات. وقال مدير مكتب الآثار والمتاحف بحائل الأستاذ سعد الرويسان: لدينا دراسة مسحية ميدانية لمتاحف لمنطقة حائل، ولدينا متاحف مسجلة، والنظام يحتم تسجيل جميع المتاحف وفق شروط إصدار التراخيص، وأكد الرويسان أن الهيئة العامة للسياحة والآثار تعمل على صياغة نظام الآثار بما فيها المتاحف، وقال: نتطلع أن يكون فيه دعم للمتاحف الخاصة. وفي مداخلة للمهندس حسني جبر وصف المتاحف الخاصة بأنها تعاني من العنوسة ولا يكاد يزورها أحد رغم أنها تضم قطع أثرية كثيرة، ولا تجد من يستثمرها، مشيرا إلى أن الوعي والثقافة والآثار ثلاثي أي قصور في أحد أركانه يؤثر بالآخر، فعلق باخريصة أنه يتمنى أن يكون للمتاحف الخاصة موقع دائم لعرض المقتنيات ليكون الموقع مصدر جذب سياحي، فيما قال الرويسان إن هيئة السياحة والآثار لا تملك القرار لإيجاد مقر دائم للمتاحف الخاصة، وأن الأمر يقع تحت مسؤولية وزارة الشؤون البلدية والقروية، مؤكداً أن المتاحف الخاصة دون مقرات دائمة ستبقى معطلة، وألمح إلى أن مبنى متحف حائل المزمع إنشاؤه على مساحة عشرة آلاف متر مربع بقيمة 38 مليون ريال سيتأخر البدء به لاختلاف التصاميم عن واقع الأرض حيث أعدت التصاميم على مساحة تقترب من ضعف مساحة الأرض المخصصة. ثم جاءت مداخلة من الدكتورة الجوهرة الجميل التي انتقدت عدم منح النساء فرصة للإطلاع على ما تضمه المتاحف الخاصة والعامة بحائل، فأكد الرويسان على أن المتحف متاح للنساء زيارتها وفق تنسيق مسبق، وتابع: في السابق كان لدينا قسم نسائي بحكم وجود مشرفات من التربية والتعليم لكن بعد الانتقال إلى هيئة السياحة والآثار بقيت المشرفات في التربية، ونأمل توفير موظفات في المستقبل، مشيرا إلى أن الزائرة التي لا تمتلك وسيلة نقل يمكن التنسيق لها وإطلاعها على متاحف وآثار المنطقة. بعدها قدم رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي بمنطقة حائل الأستاذ عبد السلام الحميد دعوة إلى رئيس السياحة والآثار في المملكة الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز إلى إطلاع المواطن على "روائع المملكة"، وقال الحميد: مع العودة إلى الاهتمام بالآثار رأينا روائع المملكة تعرض في أسبانيا، ولعل صوتي يصل إلى سمو الأمير سلطان بن سلمان فنحن في الداخل بحاجة إلى الاطلاع على روائع المملكة سواء قبل أو بعد عرضها في الخارج، وتساءل لماذا لا يستثمر مبنى القشلة بحائل وختم بسؤال حول عمر القطع الأثرية، مشيرا إلى أن اليمن تعتبر كل قطعه عمرها أكثر من 300 عام عبارة عن تراث وطني لا يسمح بتداوله، فقال الرويسان في رده: إن قصر القشلة سيكون أول مبنى تاريخي في المملكة يتم استثماره، وقال لدينا الآن متحف في حائل، ولدينا مشروع مبنى متحف في محيط مركز الأمير سلطان الحضاري. وتساءلت رئيسة اللجنة النسائية بالنادي الأستاذة عائشة الشمري عن دور الإعلام في إبراز المتحف فقال الرويسان: يتاح لأي إعلامي الإطلاع على ما في المتحف، وقال: نحن ندعو جميع الإعلاميين لزيارتنا ولكن بعض الإعلاميين يرغبون الإطلاع على كل شيء، وهذا أحدث فجوة بيننا مع أننا نؤكد أن المعلومات التي لا ترتبط بتحقيقات سيكون فيها شفافية، مستشهدا بكنز قرية الأجفر الذي عثر عليه مؤخرا، وقال: لا تزال هناك جوانب غامضة ولا يزال التحقيق قائماً حتى الآن وبعض الإعلاميين ليس لديهم خلفية في هذا الموضوع فنتعامل معهم بدبلوماسية ونحاول إخفاء السبب في حجب المعلومة. ووصف رئيس لجنة سلمى الثقافية التابعة للنادي الأستاذ خلف الحشر المتاحف بأنها مقبرة بسبب عدم الاهتمام بها، وانتقد هدم قصر حاتم الطائي: وقال أنه عند مراجعته لعدة جهات لم يحصل على إجابة سوى طلب بعض الجهات صك شرعي لقبول التفاعل معه، وتساءل الحشر: هل في عهد حاتم الطائي محاكم شرعية تمنح صكوكاً، فعلق الرويسان أن العمل الأثري عمل منظم فلا يمكن العمل في موقعين في وقت واحد وتابع أنه خلال خمس سنوات وبمعدل شهرين في السنة الواحدة لم يكشف من موقع فيد الأثري ما يصل إلى1 %مؤكداً أن العمل وفق الإمكانات، وتابع: إن العمل يأتي تحت سلطة تشريعية وقضائية فلا يمكن إيقاف من يمتلك صك تملك إلا عن طريق نزع الملكيات وخلص أنه يتحفظ على عدة مواقع تحوي آثارا منذ 26 عاماً وهي مملوكة بصكوك لمواطنين. وقال الرويسان في رده على إحدى المداخلات: إن موقع قصر حاتم الطائي يتداخل مع عدة أملاك ونزع الملكيات يرتبط بالميزانية، وأكد أن العمل يجري مع مالك موقع قصر حاتم الطائي للتأكد من أن القصر يدخل في حدود صك الملكية أم لا، وعن حماية الآثار قال: إنها ليست بالأمر الهين لأن عملية العبث بالآثار عملية منظمة وليس عملا فرديا. وانتقد الرويسات العقوبات التي تنزل بمن يقبض عليهم في قضايا العبث بالآثار، وقال: نأمل أن يكون النظام الذي سيصدر رادعا، وعن كنز الأجفر أوضح الرويسان أن الكنز ليس موجوداً بحائل لأنه يحتاج إلى حراسة أمنية خاصة، وقال: الكنز ضخم وتعود قطعه إلى العصر العباسي وجزء منها إلى العصر الأموي، موضحا أن كنز سميراء الذي عثر عليه قبل 25عاماً سيعرض في حائل. وفي مداخلة للإعلامي الأستاذ مفرح الرشيدي عن واقع المتاحف وأعدادها في المنطقة وقيمة ما تحويه وعن القبور التي عثر عليها في موقع فيد الأثري وهل سيوقف العمل في الموقع أو ينقل الرفات إلى موقع آخر، فرد باخريصة أن المتاحف التي شاركت في المعرض في رالي حائل قبل سنوات كانت 40 متحفا، وأكد أن متحفه يحوي مخطوطات تعود إلى 2800عام وعملات تعود إلى العصر البيزنطي وفخار يعود إلى العصر الروماني وتابع أتمنى أن يكون هناك اهتمام من القطاع الخاص بالمتاحف مشيداً بتبني محمد عبد اللطيف جميل لمتحف فيد ب10 ملايين ريال. فيما قال الرويسان أن ما عثر عليه في موقع فيد هو قبر وحيد دفن فوق الموقع، وبعد العثور عليه أبعدت الأعمال في الجهة التي فيها القبر، وقال: إننا لا نجمل التقارير ولا نتجاوز الواقع لا بالتجميل ولا بالتهويل وهذه التقارير تبعث للجهات المختصة. أما عضو مجلس إدارة النادي الأستاذ علي العريفي فطالب أمانة منطقة حائل بإيجاب قرية تراثية تضم المهرجانات، وأنتقد الأستاذ أحمد إبراهيم أحمد وجود المخطوطات الورقية في المتاحف، مشيرا إلى أن مكانها المكتبات وأنها تحتاج إلى عناية خاصة وتعامل علمي معها، فرد باخريصة إن الوثائق والمخطوطات هي أهم المعروضات في المتاحف داخل وخارج المملكة، فيما دعا الرويسان أصحاب المتاحف الخاصة للاستفادة من المتحف العام في تقييم القطع حتى لا تكون مسروقة أو مقلدة. وعاد رئيس النادي الأستاذ عبد السلام الحميد متسائلا عن عمر القطع الأثرية الذي تعتمده هيئة السياحة، وعن موعد افتتاح متحف حائل، والتعاون بين إدارة المتاحف وبين قسم السياحة والآثار في جامعة حائل، فرد الرويسان أن القطعة التي عمرها 200 عام تدخل في التراث وما كان أقدم من ذلك لا يسمح بتداوله، وأكد أن متحف حائل تم ترسيته لكن اختلاف التصاميم عن الأرض أخرت المشروع رغم ترسيته على المقاول، وختم هناك تعون بين قسم الآثار في جامعة حائل وبين المتاحف والآثار بحائل وستسلم الجامعة موقعا أثريا جديد للتنقيب فيه قريبا.