في مناسبة نسائية خاصة بالنساء المتزوجات من ذوات الخبرات، يعني سن كل واحدة منهن لا يقل عن الأربعين عاما، ومن غير سابق إعداد لحديثهن أخذت كل واحدة منهن بعد هذا العمر الطويل والخبرة تبوح بشكوى من زوجها لكن بهمس النجوى، وما كان موضوعهن يكون كذلك لولا أن تجرأت إحداهن في البدء بذكر علة زوجها تماما ك «أبو العزيزي» في تونس الذي جر فتيل الثورات العربية، فأطاحت كل واحدة منهن بزوجها من خلال الحديث عنه مما يعتلج في صدرها مع الإقرار بأن كل واحدة منهن تحب زوجها، تحبه على ما فيه من أمر تلك العلة، لأن فيه من الصفات الحسنة والطيبة مايشفع للصفح عنه. بدأت زوجة منصور بوصف زوجها بأنه طيب وحبيب ويعطيها كل ما في الجيب، قد ملأ رأسه الشيب لكن لديه عيب واحد، تقول عنه «أمره عجيب يدخل (هب طب) ويخرج (هب طب) ميت الإحساس وقولته المشهورة (لامساس) يعني العاطفة عنده (يوك) بالتركي، لا يهتم بمنظره، لديه شوارب لكنه لا يعرف لبس الجوارب، صندله يمتد أمام رجليه ورجلاه تتدلى من خلف صندله، كله فحولة لكن دخوله لغرفة النوم يذكر بالغولة»، أما زوجة كمال فبدأت بقولها «الكمال لله، زوجي عكس منصور، رجل جذاب ورومانسي ويذكرها دائما بمواعيده قائلا: (لاتنسي)، لطيف الابتسامة، حنون في كلامه، عطوف في سلامه، يدلل ويغنج، أشعر بأنه أختي الكبيرة، وزاد وضعه بالنسبة لي سوءا أن لديه مرض السكري، ولا ينقصه شيء سوى أن وجوده معي كزوج كعدمه، فأنا بهذا مظلومة محرومة»، ثم وجهت الحديث الى زوجة منصور قائلة: «احمدي ربك على النعمة التي أنت فيها، فأنا زوجي خلاخل لكن خرابه في الداخل»، بعدها تحدثت زوجة وليد المشغول دائما بالعمل المفيد وهو من رجال الأعمال ومتخصص في تجارة الحديد، كل يوم في مكان بعيد، رحال يقول للدنيا هل من مزيد، أوكل أمر منزله وأطفاله إلى زوجته تقول عنه: «لا أشتكي من قلة مال إنما من عدم استقرار الحال، والوضع بالنسبة لنا إهمال في إهمال»، بعدها حمي وطيس الزوجات، كل واحدة تنتظر دورها لأن في فمها ماء فتكلمت زوجة محمود التي قالت «إن كل شيء يهون إلا زوجي الذي أكلت عقله الشلة والبالوت والشيشة والاستراحات حتى أنه أحيانا ينام مع أصحابه ولا وقت لديه لنا، فهو في واد وأنا في واد»، أما زوجة عدنان فقالت: «ليس لدى زوجي من أموركم هذه من شيء، سوى أنه بخيل فبيني وبين جيبه سد منيع, لأنه من حماة الريال ألا يضيع، إن البخل يا صديقاتي قاتل فماذا أستفيد من مشاعر وأحاسيس ورجولة وفحولة وهو الحارم والمحروم». لقد انفرط عقد الزوجات كانفراط عقد الثورات، ولم نعد نلاحق حديث كل واحدة منهن حتى خرجت عليهن واحدة قائلة: «ترى الزوج يريد تغير المدام» فسكتن جميعا والتزمن الهدوء وتنكرت كل واحدة منهن لما قد قالته؛ فزوجة منصور تقول بأن زوجها رومانسي بلا حدود، وزوجة كمال تصف زوجها بأنه فحل الفحول، وزوجة وليد تذكر بأن زوجها مرابط موجود، وزوجة محمود تقول بأنه لا يعرف الأصحاب أو الخروج، وزوجة عدنان تقول عنه بأنه من إخوان الشياطين لأنه من المبذرين. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 120 مسافة ثم الرسالة