«كنت أسمع منه مختلف العبارات الجميلة والرائعة، ولكن بعد أن أنجبت طفلي الأول تغير الحال، فحل الصمت الذي لم أعرف سببه» تلك بعض العبارات التي تحدثت بها أم سلمان في تعبيرها عن حياتها مع زوجها والتي بينت أن الرومانسية التي كانت تعيش في أجوائها خفتت بعد إطلالة مولودهم الأول. هناك آلاف القصص التي تحدث يوميا في البيوت المغلقة بسبب انعدام الرومانسية بين الأزواج فقد تحولت هذه المشكلة إلى قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أي وقت. «عكاظ» سعت للبحث حول سبب خفوت الرومانسية بين الأزواج بعد السنوات الأولى في حياة الزوجين مع المختصين وعلاج هذه المشكلة الطارئة التي تهدد كثيرا من البيوت في سياق السطور التالية: تبدأ حياة الزوجين في مرحلة الخطوبة والرومانسية تكون في ذروتها وقمة اشتعالها ولكن مع بداية الزواج والحياة العملية والمشاكل اليومية يتناقص لهيب شمعة الرومانسية حتى تكاد تطفأ تماماً عند بعض الأزواج، حيث يضعون أنفسهم في قالب الروتين، والظلام العاطفي يسود عالمهم بعيداً عن أنوار الرومانسية. سخط ناعم تقول هدى الحسن (20عاماً) ومتزوجة منذ 4 أشهر «كانت الرومانسية قليلة بيني وبين زوجي فهو خجول ولكنه كان يهديني في تلك الفترة بعض الأشياء التي أحبها كنت أرى تصرفاته رومانسية». ونفت هدى أن يكون مجتمعنا رومانسيا وقالت «لا توجد رومانسية إلا في المسلسلات والقصص الخيالية»، مضيفة «الرجال يعتبرون هذا الأمر دلعا ومضيعة للوقت» مصورة نظرة المجتمع لوضعية الزوجين أنها لا تقوم إلا على التفاهم والاحترام على حساب الرومانسية. مشددة على أن الرومانسية بالنسبة للمرأة مطلب وتحب كل زوجة سماع كلمات عذبة ورقيقة من زوجها بين الحين والآخر. وشاركتها في الرأي سلوى متزوجة من عام ونصف ولديها طفل ويبلغ من العمر سنة بقولها «الرومانسية هي أساس الحياة الزوجية فقد كانت فترة الخطوبة من أجمل المراحل في حياتي فقد كنت أسمع أجمل العبارات وأرقها وكان لزوجي الطرق العديدة للتعبير عن حبه كالورد والعطور والهدايا، ولكن بعد الزواج لم يعد يهتم بي كما كنا في الخطوبة وأصبح اهتمامه يتناقص وشعرت بإهمال منه بعد إنجاب ابني الأول سليمان لا أعلم ما سبب عدم المبالاة». وتساءلت هل الرومانسية مرحلة بسيطة تكون قبل الزواج فقط ولن تعود؟، وأضافت «أحن كثيراً لتلك الأيام وأتمني أن يتغير زوجي في معاملته ويعاملني بالرومانسية كما في السابق». ورأت أم فهد متزوجة منذ 10سنوات وأم لأربعة أبناء وتبلغ من العمر 33 عاماً، أن الرومانسية هي أحلام فترة ما قبل الزواج قائلة «نستيقظ بعد الزواج من الحلم فيظهر كل شخص على حقيقته الحياة الزوجية تفرض علينا عدم الاكتراث لهذه الأمور»، مضيفة «أشكو زوجي وأطالبه بها في بعض الأحيان ولكنه يصدمني بكلماته بأني أصبحت أما لأربعة أبناء ولازلت أطلب منه الورد وسماع الكلمات الجميلة وأن هذه الأقوال والأفعال تكون ما قبل الزواج»، ولفتت أم فهد إلى أن المرأة دوماً تحب أن يعبر لها زوجها عن حبه مهما طالت مدة زوجهما أو قصرت. صمت خشن وانقسم الرجال بين مؤيد لهذا الموضوع ومعارض له فالمعارضون رفضوا الخوض في هذا الموضوع أو التعبير عنه، بدعوى أن هذا الأمر قد يجعل المرأة تثور على الرجل ولا تعطيه أي اعتبار، وهذا ما سينعكس سلباً على حياته، مبينين أن الرومانسية أمور قد كبروا عليه ولا يجب عليهم التفكير فيها لأن هناك أمورا أهم في الحياة، كالاهتمام بالأبناء أو العمل اليومي، بينما حمل بعض الأزواج زوجاتهم خفوت الرومانسية حيث قال أبو محمد متزوج منذ 12 عاما «لا رومانسية بيننا لأنها لا تقبل مني أي كلام جميل ومشغولة دائما إما بالأعمال المنزلية أو بزيارة أهلها وصديقاتها». ووافقه الرأي أبو مشعل الذي أكد أن زوجته لا تفقه في الرومانسية أي شيء محملا ذلك لطبيعتها البدوية رغم أنه حاول إفهامها أهمية الرومانسية بين الزوجين ولكن لا حياة لمن تنادي، ولفت إلى أنه قرر الزواج من امراة أخرى من المدينة تهتم أكثر بالجانب الرومانسي الذي عده الوقود الحقيقي لاستمرار الحياة الزوجية. مفهوم الرومانسية وعلق المستشار الأسري الدكتور خالد باحاذق على هذه القضية موضحا أن مفهوم الرومانسية يختلف عند الذكر وعند الأثنى، مضيفا «المرأة تريد دوماً أن تكون محل اهتمام الرجل بحيث يشعرها ويفضلها على الجميع، سواءً بالكلمات اليومية الجميلة أو بهدية شهرية بسيطة مع قليل من الحديث الذي يسعدها»، وتابع «من الرومانسية أيضاً محاولة التعرف على الطرف الآخر وتحقيق المطالب له فالمرأة تحتاج لمن يتحدث معها ويستمع إليها عاطفياً ويكون من خلال فهم الكلمات كما تتحدث بها وفهم المعاني التي تقصدها وتلك المشاعر التي تصاحب الكلمات ومعانيها». وأكد أن المرأة في مجتمعنا ربما يعرف عنها الكثير بأنها تريد أو تحب أن تجمع المال، ولكن المرأة تقوم بهذا الأمر غالباً عندما يكون لديها ضعف عاطفي أو افتقار، فمن متطلباتها أنها تريد أن يشعرها الرجل بالاستقرار والأمن العاطفي، وهي تريد دوماً كلمات الشكر والتقدير، ويجب على الأزواج أن يتصيدوا هذا الأمر، ونجد الرجال في الجهة الأخرى يحبون أن تمدح إنجازاتهم دوماً وأن تقدر أعمالهم وكل ما يقومون به. رومانسية غريبة وشكل ظهور الدراما التركية أمراً غريباً وعجيباً حيث حظيت بمتابعة كبيرة وواسعة للأزواج والزوجات، وربما يدل هذا على الرومانسية الغريبة التي أفرزتها تلك الدراما والتي لم يشاهد مثلها مجتمعنا المحافظ، وهو ما أكدته الإعلامية نشوى السكري أن ظهور الدراما التركية أبان رومانسية غريبة وعجيبة لم يشاهد مثلها المجتمع، لأنه مجتمع محافظ وعاطفي، وبعيد عن الواقع التركي، نافية أن تكون الدراما التركية كشفت عن هشاشة في رومانسية المجتمع قائلة «لا أعتقد أن تلك الدراما كشفت عن هذا لأنها حملت ثقافة لا تمثل الواقع التركي وتعتبر رومانسية مكتوبة على الورق فقط وبعيدة كل البعد عن الواقع التركي»، معتبرة أن الرومانسية تتمثل في المواقف والأفعال التي تكون في الأوقات التي نحتاجها. دورات متخصصة يذكر أن بعض المراكز لجأت لإعطاء دورات تدريبية متخصصة في فنون العلاقات الزوجية وشهدت إقبالاً مكثفاً ومتزايداً من شرائح واسعة في المجتمع، لا سيما من قبل المقبلين على الزواج، حيث تشير دراسة متخصصة إلى أن 58 في المائة من النساء و41 في المائة من الرجال يقبلون على المشاركة في هذه الدورات مما يضطر المنظمين لها إلى البحث عن صالات كبيرة تتسع لهذا الكم الهائل من المشاركين، الذين يتراوح عددهم ما بين 500 إلى 700 متدرب.