تدخلت حقوق الإنسان للتحقق من مدى تفاعل المديرية العامة للشؤون الصحية ومستشفى حكومي في جدة مع قضية الطفلة يارا التي ترقد في العناية المركزة منذ ستة أشهر نتيجة خطأ طبي. وأكد ل «عكاظ» المشرف على مكتب هيئة حقوق الإنسان في منطقة مكةالمكرمة إبراهيم النحياني تلقي الهيئة شكوى والد الطفلة، وأن مخاطبات جرت مع مديرية الشؤون الصحية للوقوف على الحالة وأسبابها والتحقق من الحادثة، واتخاذ الإجراءات النظامية بشأنها. وكانت يارا أفاقت من غيبوبة ألزمتها غرفة العناية المركزة في مستشفى حكومي في جدة إثر تعرضها لخطأ طبي قبل نحو ستة أشهر، وبحسب والد الطفلة (يارا) سنة ونصف، فإن الخطأ حدث حينما تأخرت ممرضة آسيوية في تبديل (كمام الأوكسجين) بآخر، حيث نزعت كماما كان يغذيها بالأوكسجين وحينما وضعت البديل اكتشفت أنه مخصص لكبار السن ولا يناسب الطفلة، وهرعت لإحضار كمام ثالث ما أدى لنقص كمية الأوكسجين على مرأى من والدتها، وبعد استنجاد الممرضة نجح أطباء في القسم في إجراء عملية إنعاش قلبي رئوي للطفلة وإنقاذها من الوفاة. وقدم والد الطفلة (عويض المطيري) مؤخراً شكوى خطية إلى وزير الصحة يتهم فيها إدارة المستشفى ومديرية الشؤون الصحية بإهمال شكاوى أقامها ضد المتسببين في تدهور الحالة الصحية لابنته، ودخولها غيبوبة منذ 24/11/1431ه، قبل استفاقتها مؤخراً، فيما لا تزال الطفلة يارا (سنة ونصف) تتنفس اصطناعياً وتتغذى بواسطة أنبوب موصول بجوفها عبر الأنف، نتيجة مضاعفات الخطأ الطبي، وقال إن مطالباته بتشكيل لجنة للتحقيق في الحادثة أهملتها الجهتان (المستشفى والمديرية) فيما لا تزال ابنته ترقد في قسم الملاحظة في المستشفى، ولم يتم اتخاذ أي إجراء تجاه الممرضة الآسيوية المتسببة في الخطأ الذي كاد يودي بحياة ابنته، كما لم تستدعه أي من الجهتين لمتابعة وبحث القضية أو أخذ أقواله. وأشار المطيري إلى أن الشكوى التي قدمها لمديرية الشؤون الصحية في المحافظة لاتزال عالقة في انتظار رد المستشفى، مشيراً إلى أن مسؤولا في المديرية أبلغه بعدم رد المستشفى على خطابهم، كما اتخذ المستشفى موقفاً مماثلا مع مخاطبات بعثها مكتب هيئة حقوق الإنسان الذي تقصى الحالة بناء على شكوى قدمها للهيئة، مضيفاً أن الممرضة ما زالت تمارس عملها في القسم ذاته.