حينما تكتمل ملامح الصورة، يصبح التعرف إليها سهلا وتتساوى كل الأعين في هذا النجاح، لكن العقلية المبتكرة والحاضرة دائما ما تستدعي الصورة قبل اكتمالها. في المشهد الرياضي يأتي الهلال سيدا في اقتطاف إنجازات الموسم، هذا الحضور الطاغي لا الظروف تربك برنامجه ولا التوقف يشكو تأخره، يأتي حضورا جامحا في مسيرة لا بد أن تكون دروسا للآخرين، فهو مثلهم؛ يتغير مدرب، ويتوقف لاعبون بالجملة، وتضرب إصابات آخرين، لكنه أبدا لايمارس سلوك الأعذار في مسيرته، هو منظومة إدارية فنية متكاملة نشاطا ومثالية حد البطولات. *** تصدم الإنسان أحيانا بعض الوقائع أو الكلمات التي تبلغ حدا لا معقول، بل إنها أحيانا تعدوا تهريجا لا فائدة منه، إلا إذا كانت تهيئة الجماهير استمرارا للفشل، وهو ما أراه فشلا آخر سيصابون به على اعتبار أن المدرج الأهلاوي أكثر وعيا من أطروحاتهم البالية، لذلك لا يجب أن ينشغل مسؤولو الأهلي بأي تغييرات جذرية أو تقديم أي تصورات للموسم المقبل على اعتبار أن الجمهور لا يرى في هذه العقلية أية بوادر لمسببات النجاح أصلا، فكيف بوضع الخطط والبرامج، أليست هذه العقلية هي من توسدت المشهد في بداية الموسم!؟ أين النتاج لفريق يصارع أندية التعاون والفتح والرائد على المركز الثامن. إن كل ما هو مطلوب منهم إعلان الخروج؛ وأقصد به الخروج الآمن على اعتبار أن دخولهم كان ضد رغبات هذا المدرج، إن استمرار هذه العقلية هي فرصة للعبث من جديد، والأجدى أن يتركز الانشغال حول الفكر الجديد، وفق رؤية معرفية لمشاكل الأهلي وأسماء تملأ بإمكاناتها مفاصل نشاط النادي. كما أنني لا أريد أن أتوقف عند بعض الآراء التي تصدمك بشجاعتها وحياديتها بعد أن تخرج من المشهد الأهلاوي على اعتبار أنها تفقد قيمتها بل ومصداقيتها، فحينما يقول مدير الكرة السابق إن لاعبي الأهلي «قلوبهم ليس على بعض»! هنا يتساءل المدرج الأهلاوي ماذا كنت تعمل طوال فترة تواجدك معهم، ولماذا لم تكن صادقا كما أنت حاليا في طرح هذه الإشكالية، أما الآن فهو ضرب من جلد الذات الذي لا أراه إلا نوعا من الشماتة قبل أن يكون غبنا يمارس تجاه النادي.. إن استمرار التأزم وأسبابه ما زالت معلقة بهذا الكيان، وإن تشخصا حقيقيا لن يتم إلا في ظل عقلية تؤمن بالعمل الجماعي وتتسع للجميع وليست عقلية؛ على اعتبار أن المدرج الأهلاوي ممتلئ بإمكانيات لكنها تخشى الظهور، وتؤكد كل الوقائع أن (الخشية) هي أحد أسباب هذا المرض، لذا فنفض غبار هذه الخشية هي الفصل بين عودة الأهلي جديدا واستمرار مرضه الذي يلازمه منذ 27 عاما. إن من يطرح مقولة إن هناك انقسامات داخل البيت الأهلاوي ليس بالقريب منه؛ ذاك لأنه لا يوجد طرف آخر يناور، وهي إشكالية أخرى صدم بها النادي من أبنائه؛ بالتحديد بعض النخب الذين يمارسون الصمت في ظل حاجة النادي لخدماتهم، وهو ما جعل هناك توجها واحدا مسيطرا بفكر متواضع سبحت معه كل ألعاب الأهلي إلى موقع القاع.. إنه فعلا موسم مخجل في تاريخ النادي، لكن المخجل أيضا أن أية بادرة لتصحيح هذا الواقع لا تبدو في الأفق. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 169 مسافة ثم الرسالة