أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز آل الشيخ، أن الوسطية من أهم قضايا الأمة، لأنها صمام الأمان وطوق النجاة. وأوضح السديس في افتتاح ملتقى «تحقيق الأمن الفكري وتعزيز الوسطية والاعتدال» الذي ينظمه مجمع إمام الدعوة العلمي الاجتماعي، أن استقرار المجتمع لا يتحقق إلا بتحقيق الأمن ونشر الوسطية، مشيرا إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم القدوة في نشر الوسطية والاعتدال. وبين أن المتأمل في تاريخ الأمة يجد أن مشكلات الأمة لم تقع إلا عندما ابتعد بعض أبنائها عن الوسطية والاعتدال، مؤكد أن المملكة رمز الوسطية والاعتدال حسا ومعنى، وأن ولاة الأمر منذ عهد المؤسس يؤكدون على منهج الوسطية والاعتدال. وألمح الدكتور السديس أن الحاجة ماسة في الوقت الحالي لترسيخ الوسطية والأمن الفكري، خاصة في عصر التقنية والإنترنت الذي تأثر به شبابنا. من جانبه، أوضح وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة الدكتور عبدالعزيز الخضيري أن العلاقات الاجتماعية والاجتماعية السليمة، والفكر المنطلق من محبة الآخر أمر مهم يتطلع إليه الملتقى. وأكد أننا مطالبون بحسن العمل والارتقاء به، مشيرا إلى أن المملكة تسعى للمواطن الصالح المنتج، وتحقيق القيمة الإنسانية المتوازنة الشاملة. وفي أولى جلسات الملتقى عقب حفل الافتتاح «تعزيز الوسطية والاعتدال»، أكد المشاركون في الجلسة على أهمية الوسطية في حياة المسلم الدينية والاجتماعية، موضحين أن من ابتعد عن الوسطية فإنه بذلك يكون مغاليا وجافيا. وأوضحوا أن الوسطية من خصائص الدين ومنهج أهل السنة، مشيرين إلى أن هذا أمر عام في الاعتقادات والأعمال حتى في رمي الجمار. وبينوا أن من آثار الوسطية الشرعية الوصول للصواب في المسائل الخلافية، لأن القول الوسط غالبا هو الصواب، ومن آثارها دوام العمل واستمراره، والسلامة من الآثار الخبيثة للتشدد المذموم. وتطرق عميد كلية الدعوة في جامعة أم القرى سابقا الدكتور عبدالله الدميجي إلى موضوع «منهج الوسطية والاعتدال»، ووكيل كلية الشريعة في جامعة أم القرى الدكتور غازي العتيبي «حقيقة الوسطية وآثارها»، والأستاذ في كلية الدعوة الدكتور يوسف الباحوث «مكانة بلاد الحرمين وأهمية رعاية أمنها»، ورأسها وكيل الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور يوسف الوابل. ويسعى الملتقى لتعزيز منهج الوسطية والاعتدال، وتحقيق الأمن العقدي والديني والفكري، وتفعيل دور الدعاة والخطباء في مواجهة الانحرافات الفكرية وبخاصة تيارات الغلو والتكفير، وتفعيل رسالة المسجد في مواجهة الغلو والتكفير، وبيان شبهات الفئات الضالة والرد عليها بالدليل والتعليل، وحماية الشباب والناشئة من تيارات الفكر المنحرف، وتكثيف دور العلماء وطلاب العلم للتصدي لهذه الأفكار الهدامة، وحث الشباب على الالتفاف حول ولاة الأمر والعلماء وتحذيرهم من أصحاب الغلو والتطرف، والتأصيل الشرعي لفقه الانتماء والمواطنة، والحرص على ما يجمع الكلمة ويوحد الصف والبعد عما يثير الناس ويسبب الفرقة، وتبصير الناس بأمور دينهم وتحذيرهم من الانحراف خلف المبادئ الهدامة والتيارات المضللة.