يتنافس صيادلة في جدة لترويج أربعة أدوية مشهورة لعلاج الضعف الجنسي، بهدف ضمان العمولات التي تمنحها الشركات لهم. وكشفت جولة «عكاظ» للصيدليات أن 65 في المائة منهم يصرفون هذه الأدوية بدون وصفات طبية، وأن 35 في المائة منهم ملتزمون بتعليمات الصحة في صرف الأدوية وفق الروشتة الطبية ومتقيدون بلائحة الدليل السعودي للأدوية اللا وصفية التي تجيز لهم صرف بعض الأدوية المسموحة وفق شكوى المريض ومنها على سبيل المثال أدوية الكحة والصداع. الخجل مرفوض ورأى استشاري علاج الضعف الجنسي والمسالك البولية في مستشفى الملك عبدالعزيز الدكتور رضا محمود متبولي، أن هذه المشكلة تحمل بعدين أولهما المريض نفسه الذي يتجه للصيدليات مباشرة في صرف الدواء واستخدامه اعتقادا منه أن استخدام أدوية علاج العجز مباشرة من الصيادلة يمنحهم الخصوصية ولا سيما أنها قد أعطت نتائج إيجابية مسبقا في تحسين ممارسة العلاقة الزوجية. وأضاف «أن هذه الفئة من المرضى تعتقد أن تجربة ونصائح الأصدقاء تساعد كثيرا في اختيار النوع المناسب لمواجهة هذه المشكلة، خصوصا أن عامل السن مشترك بينهم، وبالتالي فليس هناك أية انعكاسات خطيرة على الصحة، متجاهلين أنهم يعرضون أنفسهم لخطورة كبيرة، ولا سيما أن الشخص المصاب بالضعف يتجاهل تاريخه المرضي والتداخل الدوائي الذي قد يحدث إذا كان يشكو من أمراض أخرى مثل السكري والضغط والقلب وغير ذلك، والأهم من كل ذلك أنه يحرم الطبيب المختص من دراسة حالته وتحديد الدواء المناسب له». وأشار الدكتور متبولي إلى أن هناك أسباب عديدة للضعف الجنسي بعضها نفسية مثل القلق والتوتر، وبعضها عضوية مثل تصلب الشرايين أو تلف الأعصاب والأنسجة، ولذلك نجد أن نسبة حدوث الضعف الجنسي كبيرة في مرضى السكري، مع التنويه إلى أن زيادة الوزن ترتبط أيضا بزيادة فرصة حدوث الضعف الجنسي، خصوصا أن نمط الغذاء لدينا يزيد من السمنة ويزيد من فرصة حدوث تصلب الشرايين. الدكتور متبولي أكد أن تجنب الخجل والتوجه إلى الأطباء المتخصصين في علاج المعاناة ينعكس إيجابا على صحة الفرد ويمنحه الاستقرار النفسي في ممارسة العلاقة الزوجية. أسباب العجز ويتفق استشاري علاج الضعف الجنسي الدكتور محمد عبدالعزيز مع رأي الدكتور رضا، ويقول: استخدام الأدوية الجنسية دون التشخيص الطبي والتوجه إلى الأطباء المتخصصين محفوف بالمخاطر، حيث إن حالة المرضى تختلف من شخص لآخر، كما أن الدواء وجرعاته أيضا يختلفان في تناولهما من مريض لآخر، فتناول هذه الأدوية من واقع نصائح الأصدقاء وسرد قصصهم التي قد تكون ناجحة من منظورهم الشخصي يحرم المرضى من تحديد أسباب المرض ونوعية الدواء ولا سيما أن تركيزات الأدوية مختلفة عن بعضها. واستطرد أن أسباب العجز إما عضوية كتصلب الشرايين أو تلف الأعصاب والأنسجة والسمنة، أو نفسية كالقلق والتوتر ومواجهة ظروف الحياة الأخرى، موضحا أن «40 من الرجال فوق سن ال40 قد يعانون من درجات مختلفة من الضعف الجنسي تستمر لفترة قصيرة وتزول مع تحسن الأسباب النفسية». الدكتور عبدالعزيز خلص إلى القول «التوجه إلى الطبيب يحدد العلاج اللازم ويمنع التداخل الدوائي ويجنب أي مخاطر لاسمح الله قد يتعرض إليها الفرد من جراء الاستخدام العشوائي». فرق تفتيشية وفي سياق متصل، أكد مدير صحة جدة الدكتور سامي محمد باداوود، أن توجه المرضى إلى صرف الدواء، خصوصا أدوية علاج الضعف الجنسي مباشرة من الصيادلة سلوك خطير قد ينعكس سلبا على صحة الفرد، حيث قد يترتب على ذلك تعارض مع الأدوية التي يتناولها الشخص لعلاج أمراض أخرى. وألمح إلى أن هناك فرق مداهمات تفتيشية تعمل على فترتين صباحية ومسائية لرصد الصيادلة المخالفين، رغم أن أعداد الفرق محدودة إلا أنها تعمل في تغطية نحو 1000 صيدلية في جدة. وشدد الدكتور باداوود على ضرورة وعي الفرد في عدم انتهاج السلوك غير الصحيح، ولا سيما أن حالة الفرد المرضية تختلف من شخص لآخر، منوها «أن عقوبة المخالفين من الصيادلة في صرف الدواء بدون روشتة تصل إلى 50 ألف ريال والإغلاق في حالة التكرار».