بالرغم من تحذير المختصين بشدة من صرف الأدوية وتناولها دون إشراف طبي ودون روشتة العلاج التي يدونها الطبيب المعالج للمريض، ورغم المحاذير الضرورية من مغبة الأخطار المحتملة لتناول الأدوية دون استشارة طبية، فإن بعض المرضى كثيراً ما يلجأون إلى أقرب صيدلية أو بقالة لشراء الأدوية بدلاً من الذهاب لمقابلة الطبيب المختص لتشخيص حالاتهم المرضية والأخطر من ذلك ممارسة بعض المحلات التجارية والبقالات بيع الأدوية الطبية سواء كانت مسكنات للآلام أو مخفضة للحرارة، حيث تعرض هذه الأدوية على أرفف المتاجر والبقالات كغيرها من السلع الغذائية الأخرى في ظروف حفظ وتعامل غير صحي مع هذه الأدوية والتي قد يتسبب بعضها في وضع حد لحياة من يتناولها. وللأسف فإن بعض الصيدليات تصرف الدواء للمرضى اعتماداً على وصف المريض لحالته المرضية من دون روشتة الطبيب المختص رغم الضوابط والشروط التي وضعتها الجهات المسؤولة على الأدوية وصرفها من الصيدليات الخاصة. (الندوة) في جولتها على بعض المحلات التجارية والبقالات والصيدليات الخاصة في جدة قامت باستطلاع آراء العديد من الصيادلة والمختصين حول بيع الأدوية للمرضى دون وصفات طبية وخطورة تناول الأدوية على صحتهم. مسؤولية الصيدلي المواطن احمد البيتي يقول باعتقادي إن المسؤولية في بيع الدواء للمرضى دون وصفة طبية على بعض الصيدليات الخاصة وللأسف نلاحظ أن بعض المرضى يذهبون إلى الصيدلي ويشرحون له معاناتهم المرضية فيقوم الصيدلي بصرف الدواء بناء على إفادات المريض الذي لم يكلف نفسه بالذهاب إلى الطبيب المختص للكشف على حالته وإعطائه الوصفة الطبية في روشتة العلاج. وهو يناشد الجهات المسؤولة لمنع ومعاقبة من يمارس بيع الدواء للمرضى دون وصفة طبية ويقول أنصح كل مواطن أن يحافظ على صحته وأن لايأخذ الدواء إلا بعد استشارة الطبيب بدلاً من الذهاب إلى أي صيدلية قريبة من منزله ووصف حالته للصيدلي غير المختص في تشخيص المرض. بينما يقول الصيدلي غالب أحمد من المعروف والثابت أن تناول العلاج دون وصفة طبية وتشخيص من الطبيب المختص بالحالة المرضية قد يعرض المريض إلى مخاطر كبيرة لاتحمد عقباها، فالطبيب والصيدلاني هما وحدهما من يقررا ما هو الدواء لعلاج الحالة المرضية ونحن كصيادلة ملتزمون بالمحاذير والضوابط المعروفة لصرف الدواء، ولايعقل أن يدخل الصيدلية أي شخص ويطلب أي نوع من الدواء ويصرف له ما لم يتأكد الصيدلي من روشتة العلاج من الطبيب الذي قام بتشخيص الحالة، لأننا نعلم بأن التناول العشوائي للأدوية يترتب عليه مخاطر كبيرة لايستطيع تداركها غير الطبيب المختص لاسيما وأنه مع الصيدلي معرفة ما هو مطلوب من الأدوية، لذا لايمكن أن نعرض أنفسنا للمساءلة القانونية وصرف الأدوية دون وصفة من الطبيب. ازدواج المسؤولية ويقول يوسف الفرحان اعتقد ان الموضوع المتعلق بصرف الأدوية من الصيدلية دون وصفة طبية مهم وفي تقديري يعتبر إهمالاً من الاثنين المريض الذي لايكلف نفسه بالذهاب إلى أقرب مستشفى أو مستوصف ويعرض نفسه على الطبيب المختص بحالته، ويذهب إلى أقرب صيدلية ليأخذ الدواء، وكذلك تقع المسؤولية على الصيدلي الذي ينظر إلى الحالة نظرة تجارية ويصرف للمريض كمية من الأدوية المتشابهة في المفعول العلاج ولا يهتم بالسؤال عن روشتة العلاج، كما يجب أن يكون هناك توعية من قبل الأطباء للمرض وتحذيرهم بالحرص على صرف الدواء بوصفة طبية واتباع التعليمات بدقة عند استعمال الدواء. إهمال واضح وتقول أم محمد لاشك في أن كل مريض يسعى ويبحث عن الصحة ويفتش الدواء سواء كان بواسطة طبيب أو صديق ويسرف أحياناً في استعمال الأدوية دون وعي تعجلاً للشفاء مما قد يعرضه لآثار جسيمة وعواقب وخيمة وأحياناً يلجأ البعض إلى الوصفات الشعبية والأدوية التي تباع في محلات العطارة أو السوبر ماركت والتي قد تأتي بنتائج عكسية يدفع ثمنها المريض، كما أن بعض الصيدليات تصرف الدواء لكل من يدخل الصيدلية وهو لايحمل روشتة من طبيب، وكثيراً ما يوجه البعض اصدقاءهم إلى بعض البقالات لشراء دواء يباع فيها وأن فلاناً اشتراه واستخدمه وشفي، وهذا يعتبر إهمالاً واضحاً وجهلاً بالعواقب الخطيرة التي قد يسببها ذلك الدواء. التوعية الإعلامية بينما يقول وليد الرشيدي يجب على المريض الحرص على استعمال الأدوية التي تصرف له من قبل الطبيب الاستشاري المختص بدلاً من اللجوء إلى الصيدليات الخاصة وصرف الدواء عشوائياً، لأن الوصفات الطبية تعطى للمريض لفترة محدودة وبكمية محددة بناء على تشخيص الطبيب وتقديره لاحتياج المريض وكذلك فترة الاستعمال، لذا فنحن بحاجة إلى التوعية من قبل وسائل إعلامنا المحلية وتكثيف هذه التوعية بمخاطر استخدام الأدوية دون وصفات طبية.