كشفت جولة «عكاظ» على الصيدليات أن 80 في المائة من الصيادلة متقيدون بصرف الأدوية عبر الوصفات الطبية، وأن 10 في المائة منهم لا يترددون في صرفها دون وصفة شريطة أن يكون هناك سابق معرفة بالشخص. ورصدت الجولة أن أكثر الأدوية التي تصرف بالمجاملات ودون وصفات هي الأدوية الجنسية التي يرى الصيادلة أنها لا تزيد خطورة مثل الأدوية النفسية أو أدوية الأمراض الخبيثة، أما المضادات الحيوية فكانت تصرف من خلال الاستماع لشكوى المرضى. خطورة صحية في جدة، لوحظ أن المعرفة والعلاقات الشخصية التي تربط الشخص بالصيدلي تشجعه على صرف الأدوية دون وصفات، وخصوصا الأدوية الجنسية للمرضى الذين يعانون من العجز أو الضعف الجنسي. واعتبر استشاري علاج الضعف الجنسي والمسالك البولية في مستشفى الملك عبد العزيز الدكتور رضا محمود متبولي، أن قيام الصيادلة بصرف الأدوية دون وصفة طبية سلوك خطر محفوف بالمخاطر، داعيا الصيادلة للتقيد بما جاء في دليل الأدوية اللا وصفية التي بإمكانهم صرفها دون وصفة ولا تدخل فيها الأدوية الجنسية والنفسية والمضادات والأورام. وأضاف الدكتور متبولي «المشكلة تحمل بعدين أولهما المريض نفسه الذي يتجه للصيدليات مباشرة لصرف الدواء واستخدامه اعتقادا منهم أن استخدام أدوية علاج العجز مباشرة من الصيادلة يمنحهم الخصوصية لا سيما أنها قد أعطت نتائج إيجابية مسبقا في تحسين ممارسة العلاقة الزوجية، وهذه الفئة من المرضى تعتقد أن تجربة ونصائح الأصدقاء تساعد كثيرا في اختيار النوع المناسب لمواجهة هذه المشكلة، وخصوصا أن عامل السن قد يكون مشتركا بينهم وبالتالي فليس هناك أي انعكاسات خطيرة على الصحة، متجاهلين أنهم يعرضون أنفسهم لخطورة كبيرة لا سيما أن الشخص المصاب بالضعف يتجاهل تاريخه المرضى والتداخل الدوائي الذي قد يحدث إذا كان يشكو من أمراض أخرى مثل السكري والضغط والقلب وغير ذلك، والأهم من كل ذلك أنه يحرم الطبيب المختص من دراسة حالته وتحديد الدواء المناسب له». مساءلة وعقوبة في الشرقية تقمصت «عكاظ» دور المريض الذي يحتاج لعلاج طبي من غير وصفة طبية ولم تنجح في الحصول على ذلك رغم وصف المرض للصيدلي، غير أن بعض الصيدليات تجاوزت في بعض الحالات وذلك عندما تعلم أن العلاج مكرر أي قد سبق أن استعمله المريض وهو مداوم عليه أصلا، أما في حال طلب صرف العلاج من أول مرة ومن غير وصفة طبية فإنه لا يمكن، وفقا لتقيد الصيادلة بإرشادات الصحة. أما ما يتصل ببعض الأمراض البسيطة أو المعروفة مثل الإنفلونزا أو حالات البرد أو غيرها من الأمراض الخفيفة، فإن هذا يختلف ولا يمنع من صرف العلاج حينها. وأجمع البعض على معرفة تداعيات هذا العمل حيث يعرفون مدى خطورته على المريض، وفي الوقت نفسه مدى تعرضهم للمساءلة وعقوبة سحب الترخيص من تلك الصيدليات المخالفة والصيادلة المتجاوزين. مضادات حيوية أما في الرياض، فإن الصيادلة كانوا أشد تطبيقا لأنظمة الصحة، حيث رفض العديد من الصيادلة صرف الأدوية دون وصفة وخصوصا الأدوية الجنسية، أما الأدوية البسيطة التي لا تتجاوز المضادات فكان صرفها انسيابيا من قبل بعض الصيادلة الذين يستفسرون عن طبيعة المرض. غرامة وإغلاق وضعنا كل هذه الطروحات على مدير صحة جدة الدكتور سامي باداوود، فقال يتاح للصيدلي صرف الأدوية المسجلة في دليل الأدوية اللا وصفي المعتمد من الصحة، أما الأدوية النفسية والجنسية والأورام والمضادات فكلها أدوية لا بد أن تصرف بوصفة معتمدة من الطبيب. وأضاف «هناك فرق طبية للتفتيش تقوم بدور كبير في رصد السلبيات، وفي حالة وجود أية مخالفة في صرف الأدوية فإن الصيدلي يحال للتحقيق مع إغلاق الصيدلية مع تطبيق الغرامة التي تصل في حدها الأقصى إلى 100 ألف ريال». الدكتور باداوود أكد أن الوعي الصحي كفيل بتجنب المخاطر الصحية التي قد تهدد صحة الفرد في حالة تناوله أدوية من تلقاء نفسه، داعيا المرضى للجوء إلى الأطباء لمعرفة طبيعة المرض والعلاج المحدد له.