كشف أطباء متخصصون أن 65 في المائة من مرضى العجز يفضلون استخدام أدوية علاج الضعف الجنسي مباشرة من الصيادلة ودون وصفة الطبيب أو التشخيص الذي يحدد نوع الدواء اللازم، وبينوا ل «عكاظ» أن الخجل يمنعهم من البوح عن المشكلة الزوجية وهو ما يشكل أهم مسببات عدم التوجه إلى الأطباء المتخصصين لأخذ العلاج. وأكدوا أن هذا السلوك محفوف بالمخاطر خصوصا أن هناك بعض المرضى يحتاجون إلى أدوية لعلاج العجز تعمل لفترة قصيرة، والآخرون قد يحتاجون إلى أدوية تعمل لفترة أكبر، والبعض قد يحتاج إلى دواء يعمل أسرع أو لا يتعارض مع أدوية أخرى يتناولها المريض، حيث إن كل ذلك يعتمد على المعلومات التي يحصل عليها الطبيب من المريض التي توضح نمط الحياة الزوجية الخاصة قبل الإصابة بالمرض وبالتالي حاجة المريض. تمنحنا الخصوصية ورأى عدد من المرضى، وهم: م. جابر، أ. عبدالعزيز، وع. سعيد، أن استخدام أدوية علاج العجز مباشرة من الصيادلة يمنحهم الخصوصية، ولا سيما أنها أعطت نتائج إيجابية في تحسين ممارسة العلاقة الزوجية. وأضافوا أن الصيادلة يصرفون هذه الأدوية بعد طرح عدة تساؤلات التي لا تخرج عن دائرة تشخيص الأطباء، وهو الأمر الذي يوفر عاملي الوقت والمال. وأكدوا أن تجربة ونصائح الأصدقاء ساعدت كثيرا في اختيار النوع المناسب لمواجهة هذه المشكلة، خصوصا أن عامل السن مشترك بيننا، وبالتالي فليس هناك أي انعكاسات خطيرة على الصحة. خطورة جسيمة وأبدى استشاري علاج الضعف الجنسي وجراحة المسالك البولية الدكتور رضا متبولي استغرابه من توجه الكثير من مرضى العجز إلى استخدام أدوية علاج مشكلة ضعف ممارسة العلاقة الزوجية من خلال الشراء المباشر من الصيدلية دون التشخيص الطبي المحدد. وأضاف «هناك الكثير من الانعكاسات السلبية وغير الصحية التي تترتب على معاناة المرضى أهمها حرمان الطبيب المعالج من تقييم ودراسة حالة المريض، وتحديد أسباب المرض بتشخيص دقيق، تحديد نوع الدواء الذي يتفق مع حالته ووزنه، بالإضافة إلى جوانب أخرى تتعلق بمدى خلو الشخص من الأمراض المزمنة». متبولي أكد أن العديد من الدراسات التي أجريت في مناطق مختلفة من العالم تشير إلى أن أكثر من 40 في المائة من الرجال فوق سن ال 40 قد يعانون من درجات مختلفة من الضعف الجنسي قد تستمر لفترة قصيرة وتزول مع تحسن الأسباب النفسية، وقد تستمر مع استمرار السبب، وهناك أسباب عديدة للضعف الجنسي بعضها نفسية مثل القلق والتوتر وبعضها عضوية مثل تصلب الشرايين أو تلف الأعصاب والأنسجة، ولذلك نجد أن نسبة حدوث الضعف الجنسي كبيرة في مرضى السكري، مع التنويه إلى أن زيادة الوزن ترتبط أيضا بزيادة فرصة حدوث الضعف الجنسي، خصوصا أن نمط الغذاء لدينا يزيد من السمنة ويزيد من فرصة حدوث تصلب الشرايين. التأثير النفسي ويحذر استشاري الطب النفسي الدكتور محمد الحامد من استخدام الأدوية الجنسية دون التشخيص الطبي والتوجه إلى الأطباء المتخصصين، لافتا إلى أن هذا السلوك الشخصي محفوف بالمخاطر، حيث إن حالة المرضى تختلف من شخص لآخر، كما أن الدواء وجرعاته أيضا يختلفان في تناولهما من مريض لآخر، فتناول هذه الأدوية من واقع نصائح الأصدقاء وسرد قصصهم التي قد تكون ناجحة من منظورهم الشخصي يحرم المرضى من تحديد أسباب المرض ونوعية الدواء، ولاسيما أن تركيزات الأدوية مختلفة عن بعضها. وأشار إلى أن معاناة بعض المرضى قد تكون نفسية وهو ما يستوجب دراسة الحالة، ومن الخطأ أن يعالج من يعاني نفسيا مشكلته بهذه الأدوية، لأنه قد لا يكون بحاجة إليها، وكل ما يحتاجه الدعم النفسي، خصوصا إذا كان الشخص سليما ولا يعاني أو يشكو من الأمراض المزمنة أو القلب. الحامد أكد أن تجنب الخجل والتوجه إلى الأطباء المتخصصين في علاج المعاناة ينعكس إيجابا على صحة الفرد ويمنحه الاستقرار النفسي في ممارسة العلاقة الزوجية.