كانت وما تزال النخب السياسية والاقتصادية ومجتمع رجال الأعمال في شرقي آسيا على أهبة الاستعداد للإقدام على الانتحار متى ما جرها قدرها المحتوم للتورط في أي هفوة أخلاقية أو مالية مهما كان حجمها أو تفاهة قيمتها المادية وهو ما يرجع للمنظومة الأخلاقية والقيمية التي ترسخت في هذه المجتمعات والتي تشكل الحصن المنيع لأي نمط من أنماط استغلال السلطة .. مثل هذه القيم شكلت الحاضن الرئيسي للمشروع الحضاري برمته والذي تقوم عليه نهضة هذه البلدان. في بلادنا أصعق من التقارير المعلنة التي تصدر عن ضعف الأداء وتردي الإنتاجية ونسب الحضور للعمل وسوء استغلال المنصب وما خفي أعظم وكل ذلك يجري على المكشوف لأنه أصبح خارج منظومتنا الأخلاقية والقيمية بل ولا يتعارض معها وهي المنظومة التي تشكلت أو شكلت بشكل مبتسر ومقصود طغت عليه الشكليات الحسية. لا أعرف أن المنابر وما في حكمها والتي ساهمت في تشكيل هذه الثقافة اعتبرت أن التقصير في العمل وسوء استخدام المنصب وتردي الإنتاجية يتوازى مع بعض النقائض الحسية التي تتعلق بالفرد ولا تتعلق بالأمة والتي تقوم الدنيا ولا تقعد عندما يقترف البعض أي شكل من أشكالها. نحن في أزمة أخلاقية وقيمية عميقة تتعارض تماما مع الشعارات التي نرفعها في الهواء الطلق .. والأسباب معروفة. فاكس: 065431417 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 161 مسافة ثم الرسالة