ثمة تعريفات كثيرة ومتنوعة للفساد، لكن تعريف صندوق النقد الدولي يقول: إنه استغلال السلطة لأغراض خاصة، سواء في تجارة الوظيفة أو المحاباة أو إهدار المال العام أو التلاعب فيه بشكل مباشر أو غير مباشر. أما مفهوم الفساد الإداري فهو «غير» لأنه مفهوم ملتبس وله تطبيقات وممارسات مفتوحة على كل الاتجاهات وبشكل يستحيل معه لملمة أطرافه في تعريف واحد، لكن أقرب التعريفات إلى نفسي: إنه إخلال بشرف الوظيفة ومهنيتها والقيم والمعتقدات التي يؤمن بها الفرد والجماعة. تعريف مهني رفيع لأنه ربط الفساد الإداري بسلة من القيم والمعتقدات العامة، لكنه في الوقت نفسه تعريف لا قيمة له إلا في المجتمعات التي منحت الوظيفة شرفا لا يدانى، وأفردت لقيم العمل مكانها اللائق، وجعلت منها جزءا لا يتجزأ من منظومتها الأخلاقية قبل المهنية. تقارير ديوان المراقبة تقول إن 70 في المائة من الموظفين «متسيبون» في العمل، وتقارير هيئة الرقابة والتحقيق تقول إن 94 في المائة من الموظفين يتغيبون عن أعمالهم بشكل مستمر!! هل تكون لدينا ضمير مهني، ولماذا تنفصل عرى هذه الممارسات المهنية عن ضميرنا الأخلاقي؟ أين مثل هذه المفاهيم، وأين موقعها من الإعراب في خطابنا الديني، ولماذا ظلت كل هذه المفاهيم الغائبة شيئا ومرتكزات الفضيلة (المفترى عليها) شيئا آخر تماماً. لماذا تبلورت هذه المفاهيم لدى شعوب ومجتمعات أخرى، واندمجت في صورة منظومة قيمية ساهمت في بناء الدولة والمجتمع، في الوقت الذي ما نزال نجتر قيما مجردة ليس لها تطبيقات على أرض الواقع!! فاكس: 065431417 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 161 مسافة ثم الرسالة