إذا كان البعض قد نجح في استمرار حياته الزوجية مع امرأة اختارها من خارج الوطن، فإن النسبة الكبرى من هذه الزيجات لم تدم طويلا بسبب اختلاف العادات والتقاليد وآداب الحياة الأسرية، واختلاف الطباع التي تفرق بين الزوجين، ثم تنشأ الخلافات الحادة بسبب البنات والبنين وما قد يرى كل طرف أنه الأحق بتربية بنيه!. والغريب أنه مع كثرة الحالات التي يمكن الاعتبار بنتائجها لازال هناك من يروج للزواج من الخارج تخلصا من التكاليف التي تفرضها التقاليد في بلادنا على من يقدم على الزواج، وبسببها ارتفع عدد العوانس لاستحالة توافر القدرة المالية عند عامة الشباب الذين عليهم وحدهم مسؤولية توفير المبالغ المطلوبة ليوم الخطبة وما يحتاج إليه من تقديم هدية للعروس، كما يكون لزاما على ولي أمرها إقامة عشاء للوفد الذي جاء ليخطب العروس!. وبعدما تتم الخطبة تأتي ليلة الشبكة التي تتطلب أيضا من العريس تقديم الشبكة وتوابعها، وفي الوقت نفسه على أهل العروس إقامة العشاء!. ثم تأتي ليلة الملكة التي يقدم فيها العريس المهر الذي لم يعد يصرف على تأثيث السكن كما كان الأمر في السابق من قبل أهل العروس، وإنما يأخذه ولي أمر العروس حلالا زلالا، أو تقوم العروس بشراء مستلزماتها منه وعلى العريس أن يؤمن السكن بكل ما يحتاج إليه من فرش وأثاث وفق ما ترضى به العروس لا حسب قدرته!!. ثم تأتي الليلة التي تقصم الظهر كما يقولون بإقامة حفل الزفاف الذي يضطر العريس كما يضطر أهل العروس لدعوة الأهل والأصدقاء ليشاركوهم الفرحة، وإن كان معظم من يدعى لا يأتي إلا متكلفا، أو لإثبات حضور!!. وفوق البيعة كما يقال تأتي رحلة شهر العسل الذي سريعا ما ينقضي ليعود العريس وفي انتظاره من استدان منهم مطالبين بما وعد العريس بسداده بعد الزواج.. ولكن من أين؟!. هذه بعض المشاكل التي تواجه الشباب عند تفكيره في الزواج أو الغالبية منهم، خاصة لمن تقع عليه المسؤولية برمتها فلا والد ولا معين له إلا الله وما يكون قد حوشه من الراتب، هذا إن كان قد حصل على وظيفة. أخي الأستاذ علي الحسون رئيس تحرير صحيفة «البلاد» كتب في «المحبرة» يوم السبت 9/3/1432ه حديثا دار بينه وبين صديق قال له: إن بعض أولياء الأمور يغالون في طلب المهور، كما يغالي التجار في رفع الأسعار، ولذلك يقترح الصديق بحسب ما كتب الحسون: أن عالم التجارة كما قلت يخضع لعامل العرض والطلب وهؤلاء المغالون في المهور هم تجار، وعلى هذا الوضع لابد من إغراق السوق بالبضاعة، وذلك عن طريق السماح للزواج من الخارج، وعندها سوف يشعر هؤلاء التجار ، إن ما يحاولون أن يتاجروا فيه قد صرف النظر عنه وعندها سوف يتواضعون في ما يطلبونه من «أثمان» لبناتهم. ومع تقديري للصديق الأستاذ الحسون، فإن المشكلة ليست في المهر وإنما في بقية المراسم التي تصاحب عملية الزواج، فالكثير من أولياء الأمور يقبلون ما قسم. وفي ما نشرت «الجزيرة» بعدد يوم السبت 9/3/1432ه أن أحد الآباء في دومة الجندل فاجأ الشاب الذي جاء لخطبة ابنته بإصراره على إتمام كامل الزواج بعد تناول العشاء الذي أعد بمناسبة الخطبة، وشجع الشاب على أخذ زوجته إلى منزله دون أي تكاليف، وقد فوجئ الشاب بذلك، ولم يجد بدا من قبول أمر والد زوجته. وأكد الأب أن الذي دعاه إلى ذلك الأمر هو تيسير أمور الزواج لما في ذلك من بركة واستشهد بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «أيسرهن مهرا أكثرهن بركة». وأختم بما صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله: «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه». فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة