تختلف عادات وتقاليد الخطبة والزواج من منطقة لأخرى، ومن مدينة إلى أخرى، من مجتمع إلى آخر، ومن قبيلة إلى أخرى، خصوصا فيما يتعلق بالسماح أو الرفض للعريس برؤية عروسه، وذلك حسب الموروث الثقافي والاجتماعي لكل قبيلة أو منطقة من مناطق المملكة. في الماضي كان الشاب يتمكن من رؤية الفتاة، لأن الفتيات كن يرتدين الثياب والملابس التقليدية، ويخرجن إلى الحقل، السوق، والآبار لجلب المياه، الاحتطاب والمساهمة في بناء المنازل، حيث كن يساعدن آباءهن في رفع الحجارة على الجمال ثم تنزيلها من ظهورها، وكان الشاب يستطيع رؤية الفتاة ومن ثم اختيارها، كذلك تستطيع هي أن تختار شريك حياتها. أما في الوقت الراهن فلم يعد الأمر سهلا كما كان في السابق، فقد أصبح الشاب يعتمد في المقام الأول على والدته أو أخته أو إحدى قريباته في اختيار شريكة العمر، بعد وصفها للعروس، أخلاقها، محاسنها، جمالها، حسبها ونسبها، وبعد ذلك يأتي العريس مع أهله، ويتقدم رسميا لخطبتها من والدها، ويسمح له بأن يراها حسب الشرع، حيث يدخل العريس إلى الغرفة التي تجلس فيها العروس وأمها أو أحد أشقائها، ويشترط أن يكون ذلك نهارا، ويسلم عليهما ويرتشف كوبا من الشاي أو القهوة، يسأله والده عن رأيه فيعطي الإشارة بأنه موافق، ليكمل والده بقية الاتفاق مع والد العروس حول المهر وبقية المتطلبات، ويدفع العريس مبلغا من المال، يكون جزءا من المهر ويسمى «قدمه» ويختلف بحسب مكانة العريس الاجتماعية وقدرته المادية، ويتفق الطرفان على المهر والذهب وكسوة العروس ووالدتها و«السمية» مع بعض المجوهرات التي تقدم من الشاب لسمية العروس إذا كان لديها سمية. وبرزت مؤخرا ظاهرة جديدة في الاتفاق على المهر، ويتكفل والد العروس بكل متطلبات الزواج، وفي «الملكة» يحضر العريس وجهاء وأعيان قبيلته، ويدعوهم ليكونوا ضيوفا على سفرة والد العروس، الذي يجهز لهم وليمة فاخرة في ليلة «الملكة»، ويدخل العريس ليقدم الهدايا لعروسه ووالدتها، وتضم كافة ما تحتاجه العروس من كسوة، أقمشة، عطور، ملابس، وذهب، وكانت مهمة دعوة المعازيم قديما تقع على والدي العريس والعروس، وكان الجميع يستعد لهذا اليوم قبل الزواج بثلاثة أيام بتقديم الفنون الشعبية كالعرضة، الدمة والخطوة، وكان يضع الرجل بعض الأغصان من الروائح العطرية المعروفة آنذاك وتعرف ب «اللويه» على رأسه، فيما لا زال يضع البعض أغصانا من البرك، الريحان، السداب على رؤوسهم وتعرف ب «الغرارة» وهي ذات رائحة زكية توضع عليها بعض الأعطار المختلفة، ويتزين الرجل بالأسلحة ومنها الشرفاء، الكندة، والجنبية. وكانت تصنع للعروس بعض الأكلات الشعبية مثل (البر، السمن، العسل، العريكة، العصيدة، والتصابيع) وتنقش يداها وقدماها بالحناء، وتوضع على رأسها شيلة ملونة ويزين شعرها ببعض أغصان الريحان، السداب والبرك، وفي يوم الزفاف تجهز العروس لتنطلق لبيت عريسها، بعد وضعها في هودج وتبدأ المسيرة، ويستقبلها أهل العريس بإطلاق بعض الأعيرة النارية، بمشاركة أهالي القرية والمشايخ والأعيان من بعض القرى القريبة، وتنطلق الرقصات الشعبية، فيما يبادر العريس بتجهيز الولائم وذبح الذبائح وتقديم العشاء، احتفاء بليلة العمر.