تجمع آلاف من المتظاهرين في العاصمة البحرينية أمس لتشييع جثمان محتج ثان قتل في اشتباكات هذا الأسبوع. وتجمع عدة مئات في جنازة لرجل قتل بالرصاص واشتبكت الشرطة والمشيعين في جنازة الثلاثاء. وسار نساء يتشحن بالسواد خلف الجنازة ورددن هتافات مطالبة بالسلام ووحدة البحرين. وفي مكان آخر في وسط المنامة قال شهود إن ألفي محتج أمضوا ليلتهم معتصمين أمام دوار اللؤلؤة في البحرين وهو نفس عدد من نظموا مسيرة في الشوارع في اليوم السابق. ولم يتضح بعد ما إذا كان العدد سيزيد أو يتراجع، كما سيتعين على بعضهم العودة لأعمالهم بعد يوم عطلة رسمي. وظلت قوات الشرطة تراقب الأوضاع من بعيد مع وجود عشرات من سيارات الشرطة، وأعلنت وزارة الداخلية أن كل الطرق مفتوحة. وقال بي. جيه كراولي المتحدث باسم الخارجية الأمريكية في بيان «الولاياتالمتحدة قلقة جدا من العنف الذي يحيط بالاحتجاجات الأخيرة في البحرين». وأضاف قائلا «نناشد أيضا جميع الأطراف ضبط النفس والامتناع عن العنف». وقالت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية وهي تكتل المعارضة الرئيس والتي قاطعت جلسات البرلمان إنها ستجري محادثات مع الحكومة. وقدم ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة تعازيه لمقتل اثنين من المحتجين في كلمة نقلها التلفزيون، وقال إن لجنة تشكلت للتحقيق في مقتلهما. من جانبه، أكد الشيخ علي سلمان زعيم جمعية الوفاق، أن نواب الجمعية لن يعودوا عن قرار تعليق عضويتهم في مجلس النواب قبل تحول البلاد إلى حكومة منتخبة من قبل الشعب. إذ نأى بنفسه عن مطالب «إسقاط النظام» ككل، أعلن عن تظاهرة تشارك فيها جمعية الوفاق السبت المقبل في دوار اللؤلؤة، حيث تستمر التظاهرات المطالبة بالإصلاح في المملكة لليوم الثالث على التوالي، وذلك دعما لمطالب المعتصمين في الدوار. قال سلمان في مؤتمر صحافي «إن الوفاق لن تعود عن قرارها تعليق عضوية نوابها في مجلس النواب، إلا بتحقيق المطلب الرئيس وهو التحول إلى الدستورية». وأضاف أن هذه «الدستورية يكون فيها الشعب مصدر السلطات وتكون فيها الحكومة منتخبة من الشعب ويكون للشعب الحق في محاسبتها إذا فشلت في تحقيق أهدافها وانتخاب حكومة غيرها». وأكد سلمان تأييد مطالب المتظاهرين المعتصمين في دوار اللؤلؤة وسط المنامة، والذين يلبون دعوة ناشطين على الإنترنت ل«ثورة» في البحرين من أجل اعتماد إصلاحات سياسية والإفراج عن معتقلين و «وقف التجنيس السياسي» على حد قولهم. من جهة أخرى، أفصح البيت الأبيض أن على السلطات البحرينية احترام حقوق مواطنيها، داعيا المتظاهرين والسلطات الحكومية معا إلى تجنب العنف. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني للصحافيين«نحن نراقب التطورات في البحرين وفي أنحاء المنطقة عن كثب.