عندما كنا صغارا أتذكر الشيء الكثير من ذكرياتنا مع بعضنا البعض وكيف كنا نفرح ونمرح سويا فمرة نلهو بكرة القدم ومرة أخرى بمشاهدة التلفاز الذي انفجر أمامنا ذات مرة في أحد الأيام ولعلك تتذكر ذلك معي. ففي الأحساء وفي حي النعاثل بالهفوف تحديدا نتذكر كيف كنا نشجع بحماس وكيف كنا ((نتعصب)) للنادي الذي نشجعه ونواجه خصما نادينا بضراوة. وأتينا إلى مرحلة الشباب بعد الطفولة وبدأنا في سباق مع الزمن وإثبات الرجولة فخضنا ما خضنا والحمد لله اتجهنا بفضل الله تعالى ثم بفضل توجهاتك إلى الثقافة حيث القراءة والكتابة فبها تكونت الشخصية لدينا، وفي هذا أيضا ذكريات لا يمكن أن تنسى أو يغفل عنها فكم كانت لنا المطارحات في الصحف وكم كانت لنا اللقاءات في معارض الكتاب حيث نتوقف عند شراء الكتب لنختار العنوان والمؤلف المناسبين. نعم هكذا شجعتنا وعلمتنا على القراءة والاطلاع والمعرفة، وأنت هكذا على الدوام فكما علمتنا على ذلك كله عرفنا منك أيضا العطف والحنان فكلنا يعرف كم كنت حنونا على والدك (رحمه الله)، فقد كنت تسعى لتلبية رغباته وإرضائه وتنظيم دوائه ولكن القدر ومشيئة الباري تبارك وتعالى كان لها القول الفصل. ولم تكن كذلك على الوالد فقط بل أحطت الجميع بحنانك وسؤالك عنهم وأنا واحد منهم فبمجرد أن علمت بوضعي الصحي الأخير سارعت بالسؤال عني ومحاولة تسليتي بالخروج معي وبخروجنا كان الترويح عن النفس وكأنك متخصص في ذلك فالخروج معك فيه تفريج هم وإجلاء كرب، فماذا عساي أن أقول في حقك يا معلمي ويا أستاذي العزيز يا أبا حسن إلا أن أقدم لك كل كلمات الشكر والتقدير إكراما واحتراما. محمد المبارك الأحساء