هواية جمع الطوابع لها عشاقها في مختلف أنحاء العالم، فالطابع في حقيقته هو بمثابة لوحة فنية، ومن يرسمه يقوم بعمل فني كبير، وله قيمته، وما زال هناك عشرات الملايين في العالم، وفي عالمنا العربي، من الذين يهتمون بجمع الطوابع. ولكن هذه الهواية، ليست كما يبدو للكثيرين، حتى ممن يهوون جمع الطوابع، لا تقتصر على مجرد جمعها، ولكن هناك أبعاد أخرى لها، تتمثل بعد تجميعها، في تنسيقها في مجموعات، ومعرفة قيمة وأهمية الطوابع وتاريخها، وإمكانية المشاركة بها في مسابقات أو معارض محلية أو إقليمية أو دولية، من خلال الاتحادات أو الجمعيات الرسمية والأهلية المحلية. ويتعين في هاوي جمع الطوابع أن يوسع من رؤيته، فلا يقوم بقص الطابع من على المظروف ويضمه بمفرده للطوابع الأخرى، بل إن الطابع يكتسب قيمة أكثر بجمعه مع الاحتفاظ بالمظروف الذي يضمه، لأنه يحكي جزءا من قصة الرسالة التي يحتويها، من أي جهة جاءت، وأي المؤسسات مرت عليها، ومن هو مرسلها، والتواريخ والأختام المدونة على ذلك المظروف. ومن الأفضل للهاوي أن يركز في عملية بحثه وجمعه للطوابع، بشكل جغرافي، وموضوعي، بحيث يهتم بجمع طوابع دولة أو دولتين، أو موضوع معين أو أكثر، كأن يتخصص في جمع طوابع بلده أو بلد مجاور له، ويقوم بتصنيفها حسب موضوعاتها، وفي هذه الحالة إذا أراد أن يبيعها ترتفع قيمتها، لا سيما إذا كانت نادرة والمتاح منها قليل، وهناك بعض الطوابع تتضمن أخطاء، سواء في تصميمها أوفي الرسومات التي تشكلها أو في تاريخها أو في الحدث الذي يتناوله الطابع، وهاوي جمع الطوابع المحترف إن صح التعبير، هو من يبحث عن تلك الأخطاء، لأنها تزيد من قيمة الطابع وندرته في المزادات العالمية للطوابع. وهناك طريقة جمع الطوابع التي تسمى « الطريقة الموهوبة »، فبالبعض يجمع الطوابع مثلا عن الطيور، ليس فقط صورة الطائر في الطوابع، لكنه يجمع أيضا كل المعلومات الخاصة بها، أنواع الطيور، وكيف تربي صغارها، وماذا تأكل، وفيما تستخدم، وكيف يستغل ريشها، والمناخ الذي يعيش فيه الطائر، وبيض الطائر وكل المنتجات التي تخرج منه، وكأنه بحث شامل عن موضوع الطابع، بحيث تحكي تلك المعلومات قصة لوحة فنية يجسدها ذلك الطابع. [email protected]