كانت هواية جمع الطوابع قد بلغت ذروة الاهتمام بها في نصف القرن الأخير من القرن الماضي، على المستوى العربي والعالمي، حتى إنها كانت هواية بعض الملوك، ففي الوطن العربي كان مشهورا بتجميعها ملك مصر الراحل فاروق الأول، والملك الأردني الراحل الحسين بن طلال، وعلى المستوى العالمي، فإن «إليزابيث الثانية» ملكة بريطانيا اشتهرت بتلك الهواية، ولديها مقتنيات من أقوى المجموعات في العالم. ولكن الآن، قل الاهتمام بهذه الهواية بسبب التكنولوجيا، فقد بدأ هذا الاهتمام يأخذ منحنى تنازليا، ولا سيما خلال العقد الأخير مع انفجار ثورة المعلومات والاتصال والإنترنت، وفي ظلها تراجعت أهمية العمليات البريدية التقليدية، وبالتالي انحسار إصدار المزيد من طوابع البريد المختلفة، إلا أن ذلك لا يعني انقراضا لهواية جمعها، بل على العكس، فإن هذا الانحسار شكل دافعا أكبر لدى الهواة والمحترفين لاقتناء المزيد من الطوابع النادرة، ومنها المشرشر، ومنها غير المشرشر .. والأخيرة هي الأكثرة ندرة، والاحتفاظ بها، للمشاركة في معارض، أو بيعها للباحثين عنها، وهناك البعض تكون الطوابع بالنسبة له لوحات فنية، فهناك الكثيرون الذين يهوون اقتناءها للمتعة الشخصية، وتوارثها في العائلة. وعملية تصميم الطوابع وطباعتها، لا تبرع فيها بعض الدول، لذا توكل هذه المهمة إلى بعض الشركات المتخصصة، خاصة أن عملية طباعة الطوابع عملية معقدة، وتشبه إلى حد كبير طباعة العملات، من حيث فرز الألوان، مرورا بعمليات الطباعة الأولية والنهائية. وهناك «كتالوجات عالمية» للطوابع النادرة وغالية الثمن، ومن بينها «ستانلي جيبسون» الإنجليزي، و«سكوت » الأمريكي، وهذه الكتالوجات تتحدث عن الطابع وتشرح مناسبته وعوامل ندرته، وتوضح سعره بناء على تلك الندرة التي ترفع من السعر حتما، وكل إصدار يضعونه في صورة، ويتحدثون عنه .. وهكذا. وإذا كان هناك خطأ في الطابع، فبعض الدول بسبب خطأ فيه تحاول سحبه من الاستخدام، فتكون الكمية الموجودة من الطابع المسحوب نادرة، وبالتالي ترتفع قيمته، وبشكل عام فإن تلك الكتالوجات التي تضعها شركات عالمية متخصصة تكون استرشادية، والأسعار المدونة فيها تقريبية. [email protected]