تتوازى مع هواية جمع واقتناء الطوابع هوايات أخرى للاقتناء، لعل من أهمها جمع العملات بنوعيها، سواء المعدنية أو الورقية، وهي من أهم الهوايات شيوعا في العالم، وتنتشر كذلك في العالم العربي، وتستهوي الكثيرين من مختلف الأعمار، وتختلف دوافع الهواة في ذلك، فمنهم من يعتبر جمع العملات القديمة للمتعة الخاصة، فهو مولع بجمعها، بوصفها عملا فنيا يحكي لحظة تاريخية، ويعد جزءا من التراث، ومنهم من تصل به الهواية مرحلة الاحتراف والاستثمار لتحقيق ربح مادي، باعتبارها سلعة ثمينة، شأنها في ذلك شأن المعادن الثمينة، حيث تعتمد على العرض والطلب، فكلما كانت العملة نادرة، وكلما مضي عليها زمن أطول، زاد ذلك من قيمتها. وفي جمع العملات، فإن حالة العملة هي التي تحدد قيمتها، فالعملة ذات الجودة العالية غالبا ما تبلغ قيمتها عدة مرات ضعف ما إذا كانت حالتها فقيرة، وفي منتصف القرن الماضي، اعتمدت الرابطة الأمريكية للنقود نظام «شيلدون»، وهو يستخدم مقياسا للترقيم من (70) درجة لتقييم العملة وندرتها وقيمتها، حيث يمثل الرقم (70) عينة مثالية ونادرة، فيما يمثل الرقم (1) العملة الأقل من حيث القيمة، ويستخدم مقياس «شيلدون» أوصاف ودرجات رقمية متدرجة للعملات النادرة (من الأعلى إلى الأدنى)، يبدأ ب: جديدة، فممتازة، فجيدة جدا... وحتى فقيرة وسيئة في نهاية التقييم. وقيمة العملة إذا كانت تزداد كلما كانت نادرة ، إلا أن ذلك يكون بصرف النظر عن تاريخ إصدارها، لأن هناك على سبيل المثال عملات صينية صدرت في القرن الثامن عشر الميلادي، أي منذ أكثر من 200 عام، سعرها زهيد جدا، بسبب انتشارها إلى حد ما، ما يفقدها بعض ندرتها وقيمتها التاريخية، في حين أن بعض العملات التي صدرت في بريطانيا العظمى في نفس القرن لا تقدر بثمن، وذلك بسبب ندرتها. وفي الاتحاد السوفيتي السابق، كانت الإصدارات من العملات المعدنية والورقية كذلك في عهد قياصرة روسيا نادرة جدا، وبعد سقوط الإمبراطورية السوفيتية، تم تفريغ خزائن البنك المركزي السوفيتي، وعثر به على كميات هائلة من عملة «الروبل»، الأمر الذي أدى إلى انخفاض سعره، حيث بلغ الروبل الواحد الملغى من إصدار عام (1898) م حوالي 10 دولارات فقط، بعد أن كان يتجاوز في بعض الأحيان 60 دولارا! [email protected]