تحولت هواية جمع العملات المعدنية والورقية، على مر السنين، من مجرد هواية إلى حرفة على نطاق واسع في الكثير من دول العالم، وإن كانت ليست بنفس الزخم في الدول العربية، في إطار من النظرة الضيقة لها، حيث يعتبرها البعض مجرد رفاهية وتسلية، وإن كانت بعض الدول العربية، ولا سيما مصر، يتسع فيها تداول العملات القديمة بين الأفراد، خاصة في الأسواق الشعبية. وقد شهدت القاهرة خلال السنوات الأخيرة إنشاء العديد من المراكز والجمعيات المهتمة بجمع العملات القديمة، سواء الورقية أو المعدنية، ومنها المركز المصري للهواة الذي أسسه المهندس خليفة عبد اللطيف، العاشق لجمع العملات القديمة التي صدرت على امتداد العصور في مختلف أنحاء العالم، وكانت نشأة هذا المركز في نهاية التسعينيات من القرن الميلادي الماضي، في أحد الأسواق الشعبية، ويسمى «سوق الجمعة» بمنطقة الإمام الشافعي في القاهرة، حيث يزخر هذا السوق وغيره بالعملات القديمة الملغاة التي كانت تتوافر بكثرة مع البعض، وبأسعار زهيدة. وبعض العملات المصرية بلغت قيمتها أسعارا فلكية، ويرتبط ذلك بالعرض والطلب، فإذا كانت العملة متوافرة بكثرة، فإن الطلب عليها يكون ضعيفا، والعكس صحيح، وعلى سبيل المثال، بيعت عملة من فئة جنيه الجملين، وكان بحالة جيدة بمبلغ 20 ألف دولار، أي ما يزيد على 115 ألف جنيه مصري، وهو رقم كبير نظرا لندرة هذه العملة في الأسواق، كما بيع أول إصدار للمائة جنيه المصرية بمبلغ 57 ألف جنيه، والخمسة جنيهات أول إصدار ب 53 ألف جنيه. ومن أبرز «الكتالوجات» العالمية المشهورة في مجال العملات «كتالوج العملات العالمية» الذي يصدر في الولاياتالمتحدةالأمريكية بشكل دوري كل خمس سنوات، ويتضمن جميع المعلومات عن إصدارات كل دولة من العملات وأوراق البنكنوت المعمول بها والملغاة، ويضم نماذج مصغرة لهذه العملات وقيمتها في الدولة التي تتعامل بها وتاريخ إصدارها وشرح الرسوم والشعارات الموضوعة عليها، كما يوجد في الولاياتالمتحدة مقر الجمعية الدولية لهواة جمع الأوراق النقدية، وتضم أكثر من 10 ملايين هاوٍ ومحترف في جمع العملات من شتى أنحاء العالم. [email protected]