يرى الصديق خلف الحربي وقراؤه أن من يشاهد مقطع فيديو يسجل حالة غريبة في جدة، من الطبيعي أو المنطقي أن يصاب الدماغ بجلطة، لأن ما يراه غير منطقي، وكان المشهد عبارة عن نفق معبأ عن آخره بمياه الأمطار، وهناك «وايتات» تشفط المياه، وأخرى تصب مياه المجاري في نفس النفق. لست أدري كيف فات على صديقي النبيه وقرائه النبهاء، أن المشهد لا يسبب جلطة في الدماغ بسبب عدم الفهم، وأن الأمر منطقي جدا وعادي وربما يندرج تحت حكمة «الرزق يحب الخفية»، وليس مهما هنا الخفة مرتبطة بالنشاط أم بمد يدك على أموال الدولة؟ يخيل لي الصديق خلف وقراؤه يتساءلون الآن كيف يمكن حل هذه المعادلة؟ باختصار تخيلوا أن واحدا منكم يعمل بالأمانة، وأني أنا صاحب شركة لدي «وايتات» لتوزيع أو سحب المياه، ولأنكم في الأمانة لم توجدوا بنية تحتية لتصريف المياه، من الطبيعي أن تتعاقدوا معي على «شفط كوارثكم»، أعني شفط المياه من الأنفاق. ولأن الفلسفة التي يؤمن بها بعض تجارنا «الرزق يحب الخفية»، من الطبيعي أن أوقع معكم العقد بصفتكم الأمانة بعدد المرات التي استخدم فيها «الوايتات» لسحب المياه من الأنفاق. وبما أني تاجر أعمل في هذا المجال، من الطبيعي أيضا أن يكون أصدقائي من أصحاب شركات شفط المجاري، وباسم الصداقة إن لم يقاسموني جزءا من الأرباح، سأطلب منهم أن يوجهوا سائقي «الوايتات» ليصبوا حمولتهم بالأنفاق التي تعاقدت أنا على تفريغها من المياه، وبهذه الطريقة سترتفع عدد المرات التي تعمل فيها «وايتاتي»، وسأحقق أرباحا أعلى، لا تنسوا «الرزق يحب الخفية». من هذه المعادلة المحتملة، يصبح المشهد قابلا للتفسير ولا يسبب أي تخثر بالدم، ولن تحدث الجلطة، وبهذه المعادلة يمكن لنا نحن المواطنين أن يرتفع ضغطنا، وربما هناك من سيرتفع ضغطه أكثر من اللازم فينفجر أحد شرايين دماغه من هذا المشهد. إذن القضية هنا قضية ارتفاع بضغط الدم أدى لوفاة المواطن الذي شاهد الوايتات التي تشفط والأخرى التي تصب المياه في الأنفاق، وليس كما اعتقد صديقي خلف الحربي وقراؤه، بأن سبب الوفاة تخثر في الدم أدى إلى جلطة في الدماغ. أقول هذا للأمانة العلمية، وليس لأمانة جدة. S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة