أعلن سعد الحريري أمس استمراره في ترشيح نفسه لرئاسة الحكومة، في موقف حازم في مواجهة رفض حزب الله لعودته، وذلك بعد ساعات من الإعلان عن توقف المسعى القطري التركي لإيجاد حل للأزمة المستعصية في لبنان. وحمل الحريري خصومه مسؤولية إفشال المساعي السعودية السورية، ثم القطرية التركية، للحل، مؤكدا أنه كان مستعدا للذهاب بعيدا في التسوية، قبل أن يصطدم برفض قاطع من حزب الله لبقائه في السلطة، وذلك بعد ثمانية أيام على سقوط حكومته نتيجة استقالة 11 وزيرا بينهم 10 يمثلون حزب الله وحلفاءه. وقال الحريري الذي توجه إلى اللبنانيين في كلمة عبر التلفزيون من منزله وسط بيروت «إذا كان المطلوب إبعاد سعد الحريري عن رئاسة الحكومة، فلا بأس. هناك مسار دستوري نرتضي أي نتائج يمكن أن تنشأ عنه، وبغض النظر عن مناخات الترهيب التي تحيط بهذا المسار في الشارع وغير الشارع». وأردف «نحن سنذهب إلى الاستشارات النيابية التي سيجريها رئيس الجمهورية الاثنين المقبل، وسندلي برأينا وفقا للأصول، ملتزما بترشيحي لرئاسة الحكومة من كتلة نواب (المستقبل) وسائر الحلفاء». وكان يفترض أن يبدأ الرئيس ميشال سليمان الاستشارات الاثنين الماضي، إلا أنه أرجأها أسبوعا لإفساح المجال أمام الاتصالات الإقليمية والدولية التي لم تحقق أي تقدم في اتجاه مخرج ما. وبموجب الاستشارات، تدلي كل كتلة نيابية باسم مرشحها إلى رئاسة الحكومة، على أن يكلف رئيس الجمهورية إجمالا الشخصية السنية التي تحظى بأكبر نسبة من التأييد، بتشكيل الحكومة. وأضاف «تجاوبت مع توجهات خادم الحرمين الشريفين، والتزمت كامل البنود التي توصلت إليها الجهود القطرية التركية المشتركة للحفاظ على العيش المشترك. لكن، مرة جديدة يتوقف قطار الحل بفعل فاعل، ويعودون مع ساعات الفجر، لإبلاغ الموفدين القطري والتركي، بمطلب واحد لا ثاني له «غير مقبول عودة سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة». واسترسل «ركنوا بنود الحل جانبا، ولم يتقدموا بأي ملاحظة أو أي تعليق، وطالبوا فقط بإقصاء سعد الحريري عن التكليف برئاسة الحكومة». وتابع رئيس حكومة تصريف الأعمال أن «لعبة الشارع واستخدام الشارع والتهديد بالشارع، لا تمت إلى تربيتنا الوطنية بأي صلة. نحن لن نذهب إلى الشارع، لأننا في الأساس اخترنا الذهاب إلى المؤسسات». ويعيش اللبنانيون منذ تسليم مدعي المحكمة الدولية دانيال بلمار القرار الاتهامي في اغتيال الحريري الاثنين إلى قاضي الإجراءات التمهيدية دانيال فرانسين، في هاجس احتمال حصول دورة من العنف. وفي واشنطن، أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن على اللبنانيين أن يحلوا أزمتهم السياسية بأنفسهم.