- اعلن رئيس حكومة تصريف الاعمال في لبنان سعد الحريري يوم الخميس انه سيسعى لتشكيل حكومة جديدة الاسبوع القادم في تحد لنداءات من حزب الله وحلفائه له بالتنحي بعد ان أسقطوا حكومته. وربما لا يزال الحريري يواجه متاعب في الفوز بتأييد كاف في المشاورات البرلمانية المقرر ان تبدأ يوم الاثنين وقد يزيد خطاب التحدي الذي ألقاه أمام مؤيديه من تصميم خصومه على عرقلة عودته الى السلطة. واسقط حزب الله وحلفاؤه حكومة سعد الحريري الاسبوع الماضي قبل خمسة ايام من تسليم ممثل الادعاء في المحكمة المدعومة من الاممالمتحدة لائحة اتهام سرية يتوقع أن تتهم أعضاء في حزب الله بالضلوع في اغتيال الحريري. وينفي حزب الله اي دور في الاغتيال ويقول ان المحكمة تخدم المصالح الامريكية والاسرائيلية. وانتهى يومان من الوساطة القطرية والتركية بالفشل يوم الخميس وأثار الطريق المسدود الذي وصلت اليه الاوضاع مخاوف من تجدد الصراع الطائفي في لبنان. وقال الحريري لمؤيديه "قررت الدخول في التسوية الى ابعد مدى ممكن وانني تجاوبت مع توجهات خادم الحرمين الشريفين والتزمت كامل البنود التي توصلت اليها الجهود القطرية التركية للحفاظ على العيش المشترك ولكن مرة جديدة يتوقف قطار الحل بفعل فاعل ويعودون مع ساعات الفجر لابلاغ الموفدين القطري والتركي بمطلب واحد لا ثاني له.. غير مقبول عودة سعد الحريري الى رئاسة الحكومة." ومضى يقول "ركنوا بنود الحل جانبا ولم يتقدموا بأي ملاحظة او اي تعليق وطالبوا فقط اقصاء سعد الحريري عن التكليف لرئاسة الحكومة." وقال الحريري في خطاب بث عبر التلفزيون "نحن سنذهب الى الاستشارات النيابية التي سيجريها فخامة رئيس الجمهورية يوم الاثنين المقبل باذن الله وسندلي برأينا وفقا للاصول ملتزما بترشيحي لرئاسة الحكومة من كتلة نواب المستقبل وسائر الحلفاء." وبعد وقت قصير من اعلانه انطلقت الالعاب النارية في ضاحية الطريق الجديدة السنية ببيروت. ووفقا للنظام السياسي في لبنان يجب ان يكون رئيس الوزراء سنيا والرئيس مسيحيا مارونيا ورئيس البرلمان شيعيا. ودعا الرئيس ميشال سليمان اعضاء البرلمان للتشاور يوم الاثنين القادم. وأسقط حزب الله الشيعي المدعوم من ايران وسوريا حكومة الوحدة الهشة بعد ان رفض الحريري مطالبه بقطع صلات لبنان بالمحكمة. وقال حزب الله وحلفاؤه ان اصدار لائحة الاتهام يوم الاثنين يمثل نقطة تحول سياسي ولا يمكن لاي ضغط دولي ان يجبرهم على قبول الحريري لفترة اخرى. وقال ميشال عون وهو زعيم مسيحي قريب من حزب الله في مؤتمر صحفي في وقت سابق يوم الخميس انه قال مرات عديدة ان الحريري يجب الا يعود واذا جاءت كل القوى في العالم فانها لا يمكنها ان تفرض شخصا مثله عليهم. وقال الحريري ان لبنان يواجه وقتا عصيبا في تاريخه واتهم حزب الله وحلفاءه بمحاولة اغتياله سياسيا. وغادر وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ورئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني بيروت قبل الفجر بقليل بعد ان فشلا في الحصول على تأييد لمقترحاتهما لحل الازمة السياسية. وانتهت مهمتهما بعد يوم من اعلان السعودية التي تساند الحريري أنها ستتخلى عن جهود الوساطة التي تبذلها بالاشتراك مع سوريا مما يعمق عدم اليقين في البلاد التي يصعب التوصل فيها الى حلول دون دعم من قوى اقليمية. وايران والسعودية هما أكثر اللاعبين الاقليميين نفوذا في لبنان ولا يمكن تحقيق انفراجة بدون موافقتهما لكن داود أوغلو قال ان السياسيين اللبنانيين يجب ان يبذلوا بأنفسهم مزيدا من الجهد لايجاد حل. وقال "غير أنه اذا اتبعوا نهجا جديدا فاننا سنكون دائما مستعدين لبذل جهد من أجل استقرار لبنان. لكن بدلا من أن نبذل نحن جهدا جديدا حان الوقت لكي تفكر الاطراف."