يتخذ ثلاثة شبان في مكةالمكرمة من سيارتهم الخاصة بسطة متحركة لمزاولة مهنة إنجاز معاملات المراجعين لإدارة الأحوال المدنية الراغبين في تسجيل المواليد، إذ تتحول شنطة المركبة إلى مكتب مصغر يحوي طابعة وجهاز كمبيوتر محمولا لتصوير المستندات وتسديد الرسوم وتدوين البيانات على النماذج المطلوبة. يؤكد خالد مغربي، أنه لم يجد وسيلة مناسبة لتأمين متطلبات زوجته وأطفاله الثلاثة أفضل من التنقل بالسيارة وتقديم خدماته وصديقيه للمراجعين في الإدارات الحكومية مثل تسديد رسوم المخالفات المرورية، تسديد رسوم المواليد، تجديد إصدار الإقامة، تمديد زيارات عائلية، وتعبئة النماذج الرسمية للمراجعين، لاسيما وأنه لا يحمل مؤهلا غير الثانوية العامة. وزاد «أغلق مكتبنا من قبل أمانة العاصمة المقدسة، لعدم وجود رخصة مزاولة المهنة، وأعدنا فتحه بأنفسنا في اليوم التالي دون علم الأمانة، وبعد أربعة أيام قبض علينا وحررت دورية الشرطة محضرا بالواقعة وأخذ منا تعهدات بعدم فتح المحل، ما حدا بنا البحث عن وسيلة مناسبة نقتات منها، ونتفادى البقاء بدون عمل». ويشير محمد غانم أنه يقضي أكثر من سبع ساعات تحت لهيب الشمس، ويتناوب وزملاؤه على إنجاز المعاملات داخل السيارة وخارجها، حيث يغادرون منازلهم عقب صلاة الفجر للتواجد أمام الأجهزة الحكومية قبل وصول المراجعين، إذ يتراوح دخلهم اليومي بين 300 400 ريال حسب عدد المعاملات وكثافة المراجعين. وأضاف محمد الذي يحمل شهادة أولى ثانوي أنهم منذ أسبوع وهم يؤدون عملهم داخل السيارة تحت أشعة الشمس ويستقبلون الزبائن داخلها، وأن ما دفعهم لهذا هو البحث عن مصدر رزقهم الوحيد للتغلب على ظروف الحياة الصعبة. ويضيف «العمل تكاملي فيما بيننا، استفدنا من خبرتنا السابقة في تعبئة الاستمارات وتسديد المخالفات وأصبح إنجازها في وقت سريع، رغم الظروف المتغيرة والعمل تحت الشمس بدون أغطية تحمينا من أشعتها». وذكر غانم أنه يحرص وصديقيه على استقبال المراجعين قبل وصولهم لمواقع الخدمة بغية الكسب لتأمين لقمة العيش، معتبرا ذلك العمل أمانا لهم من الفقر والبطالة.