المعلومات المبنية على اتصالات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين حول التخطيط لعقد قمة هامة بينهما للعمل على وقف الحرب الروسية - الأوكرانية كما وعد الرئيس ترامب في حملته الانتخابية بأنه سوف ينهي هذه الحرب البشعة خلال وقت قصير، يبدو أن إدارة ترامب ماضية في هذا التوجه، وتصريحات ترامب بأن القمة الأمريكية الروسية سوف تعقد خلال أسابيع قليلة قادمة، وسوف تكون السعودية هي الدولة التي سوف تستضيف هذا اللقاء التاريخي، وسوف يحضر سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان اللقاء بين بوتين وترامب. وقال الناطق الرسمي للكرملين إن السعودية مكان مناسب لعقد هذه القمة التاريخية وما سوف يرشح عنها من نتائج مهمة للقارة الأوروبية وللعالم، قبل هذه القمة سوف تكون هناك اجتماعات يكون الجانب الأوكراني حاضراً فيها، وهذه المعلومات في حضور الأطراف الفاعلة في الأزمة سوف تكون من أسباب نجاحها، خاصة أن المملكة العربية السعودية ولمَا لثقلها السياسي والاقتصادي والديني تعتبر بكل المقاييس الطرف المناسب لعقد هذه القمة، ونحن نعرف أن السياسة السعودية من أهم ثوابتها عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، بل العمل على المساعدة السياسية والإنسانية في أزمات الدول بغض النظر عن العرق أو الدين أو اللون الحاضر في هذه الدولة أو تلك. قبل أيام تم إطلاق سراح سجين أمريكي من السجون الروسية مقابل إطلاق سجين روسي من أمريكا، وأكد الرئيس ترامب دور سمو ولي العهد في عملية التبادل هذه، وللمملكة أدوار سابقة في هذا السياق في جولات محادثات بين الطرفين الروسي والأوكراني نتج عنها إطلاق أسرى من الجانبين، هذه الجهود السعودية ودور سمو ولي العهد في هذه الجهود الدبلوماسية والإنسانية في حلحلة ملف هذه الحرب الدامية بين موسكو وكييف قد رجحت هذه الاستضافة السعودية ولما لها من دلالات وثقل سياسي للمملكة في الإقليم وعلى المستوى الدولي في ظل توترات حقيقية يشهدها العالم، وخاصة ملامح حروب اقتصادية بين حلفاء الأمس تظل المملكة رائدة في نهجها السياسي المعتدل والعادل للعمل على حل الأزمات الدولية والإقليمية المهددة للسلم الدولي والأمثلة كثيرة ومتعددة، فالرئيس بوتين تربطه علاقة خاصة مع القيادة السعودية، وقد زار الرياض في أكثر من مرة في زيارات تاريخية، وهناك اتفاق بين الجانبين السعودي والروسي في عدة ملفات ومنها الجانب الاقتصادي والنفطي خاصة بسياسة للرياض لا تضر بالأسواق العالمية ولا بالمنتجين رغم العقوبات المفروضة على روسيا من قبل القوى الغربية، على الجانب الآخر تمت دعوة الرئيس الأوكراني زيلينسكي لزيارة السعودية ومخاطبة العالم على هامش القمة العربية في مدينة جدة قبل نحو عامين، وقبلها لقاءات وزيارات رسمية له للرياض واجتماعه مع سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي أكد مراراً على الموقف الرفيع والمتوازن في الصراع الروسي - الأوكراني، وهذه النظرة الثاقبة والثابتة للقيادة السعودية هي ما رجحت اختيارها من قبل ترامب وبوتين للقمة المرتقبة بينهما، التي قد تنهي هذا الصراع الدامي المهدد للسلام في العالم. وقد نقرأ في المستقبل القريب عن اتفاق الرياض أو العلا المنهي للحرب الروسية الأوكرانية، وهذا ليس بمستغرب على السعودية وقيادتها المستشعرة لمسؤوليتها السياسية والإنسانية والتاريخية في الإقليم والعالم أجمع.