يأتي المسؤول الجديد للمنظمة أحيانا محملا بانطباعات مسبقة عن المنظمة والعاملين فيها، انطباعات مبنية على معلومات تشبه الإشاعات، يستند بعض الإداريين على تلك المعلومات فيجعلها حيثيات لاتخاذ قرارات متسرعة قبل أن يعطي نفسه فرصة لتقييم الوضع. يحدث هذا التسرع في عالم الإدارة وعالم العلاقات الإنسانية بشكل عام. الانطباعات ليست حيثيات دقيقة يمكن الاعتماد عليها في إحداث تغيير، هي انطباعات وليست حقائق. تقييم العمل لا يعتمد على ما يقال وإنما على ما يتحقق ولهذا يتكون رأي غير جيد عن الإنسان أو المنظمة حين يكون الحديث مكررا عن الأهداف والخطط والطموحات لكنه لا يتفق مع الواقع ورغم ذلك قد يأتي التقييم إيجابيا استنادا إلى انطباعات راسخة ربما تكونت في فترة زمنية في ظروف مختلفة تحقق فيها النجاح والصورة الذهنية الايجابية وحين تغيرت الظروف لم يستمر ذلك النجاح لكن الانطباعات الإيجابية قد تستمر لفترة معينة ثم تبدأ بالتلاشي. الانطباعات قد تكون إيجابية وقد تكون سلبية وفي كلتا الحالتين ليس من الحكمة الاستناد عليها في اتخاذ قرارات سريعة سواء قرارات تخص المنظمة أو الأفراد، الحكمة تقتضي إجراء تقييم موضوعي شامل والرجوع إلى الخطط والأهداف والنتائج لتكون هي أساس التقييم، الرغبة في التغيير لوحدها ليست كافية لتحقيق التطوير. التقييم عنصر أساسي في العملية الإدارية يسهم في التخطيط والتطوير واتخاذ القرارات بشرط أن يعتمد هذا التقييم على معايير موضوعية وليس على انطباعات أو إشاعات، التقييم الناجح يعتمد على المعلومات والدراسات والحقائق كي يؤدي إلى قرارات منطقية سوا في المجال الإداري أو المجالات الأخرى، القرارات خارج الصندوق ليست دائما هي الحل الأمثل.