عادة ما يتذمر الكثير من الفنانين الشباب على الملحنين المعروفين، فيصفونهم بأنهم لا يهتمون إلا بالفنان الذي يمتلك مساحة كبرى من الجماهير، فيما يهملون الفنان الشاب ويتركونه وحده لينجز تجربته، فيضطر للاعتماد على نفسه دون مساعدة أحد، فيما يصف مجموعة أخرى من الفنانين فئة من الملحنين بأنهم لا يملكون جديدا يستحق التعاون معهم، وبالتالي يعيشون حالة إفلاس فني ويعيشون على الأطلال التي قدموها عبر مشوارهم الفني. «عكاظ» تحدثت مع عدد من الملحنين لمعرفة الأسباب التي تجبرهم على التعاون مع الفنانين الشباب والاهتمام بالمواهب التي قد تسهم في رسم المستقبل. ويؤكد الملحن سامي إحسان أن الاهتمام بالمواهب لم ينقطع لحظة واحدة من قبل الملحنين الحريصين على استمرار تقديم جيل واعٍ وناضج ومؤسس جيد لخدمة الأغنية المحلية. ويضيف إحسان بقوله: إنه من هذا المنطلق يعمل الكثير من الملحنين على هذا النهج منذ سنوات، وهو ما أفرز الكثير من الفنانين الشباب للساحة والذين بدأوا المنافسة بقوة في تقديم أعمالهم، منوها أن مثل هذه الأقاويل هدفها رمي الكرة في ملعب الملحنين من قبل بعض الفنانين الشباب، ولتأكيد إهمالهم المستمر لأنفسهم وموهبتهم في المقام الأول، ويستطرد سامي أنهم للأسف الشديد يعانون من مشكلة رئيسة وهي الاستعجال في حصد النجومية دون الاهتمام بحالة التأسيس التي لا بد أن يمتلكها الفنان في المقام الأول ليعرف كيف يغني، ولكي لا يكون أضحوكة تلوكها الألسن، هل بالإمكان أن يصبح نجما في يوم وليلة؟!، إنهم يريدون أن يكونوا محمد عبده، مثل هذا التفكير والاتجاه بوابة للفشل، فمتى وضع الإنسان نفسه مقارنة بإنسان أو أراد أن يكون نسخة عنه فإنه لا يتقدم خطوة واحدة، إنه أمر عجيب ويدعو للحزن أيضا، هؤلاء يحاولون رمي التهم جزافا على الملحنين حين يقدمون لهم النصائح الصادقة بأهمية التأني والبحث الجيد عن الأعمال وطريقة الغناء السليم. ويشير سامي إحسان إلى أنه لم ينقطع يوما عن الأصوات الشابة والمواهب التي تستحق التقديم، وأن من واجبه أن يقدم عصارة تجربته للمواهب، حيث سيعلن عن صوت جيد في «عكاظ» خلال الأيام المقبلة، وهو من الأصوات التي تعيش في الرياض. ويرى الملحن طلال باغر أنه لا مشكلة له في تقديم عمل مع أي صوت جيد، وأنه يرحب دائما بأي خامة صوتية تستحق الظهور، ولكن دائما ما يعترض أي تعاون مع الفنانين الشباب هو جانب الدعم المادي، من سينتج هذه الأعمال ومن سيقدمها ومتى، إذا لم تكن هناك شركة إنتاج تتولى مثل هذه الأمور أو شخصية داعمة تسهم اقتناعا منها بأهمية هذا الصوت وتميزه وتفرده وإمكانية أن يحدث شيئا في الساحة الغنائية، وكل هذه الأمور لا يمكن أن يقوم بها الملحن لأنه ليس دائرة إنتاج، ولكنه عامل يساعد في رسم أعمال تساهم في التقديم وتبرز مكامن الجمال الصوتي لهذا الفنان أو ذاك. ويضيف باغر أن هجوم بعض الأصوات الشابة على الملحنين وعدم اهتمامهم بهم شيء تعودنا عليه وليس جديدا، هؤلاء يحرصون على الإثارة الإعلامية على حساب أناس عملوا ولا يزالون يقدمون إنتاجهم عبر أصوات معروفة وشابة لديهم القدرة، وأنصح هذه الفئة من الشباب بالبحث عن تطوير أدواتهم الفنية بشكل يساعدهم على رسم صورة جيدة تنعكس على أعمالهم، بدلا من الهجوم غير المبرر الذي يسيء لهم أولا ولا يخدمهم أبدا.