كثيرة هي المعوقات التي تحول دون الإسهام في صناعة نجومية شابة، فالمعايير الفنية اختلفت لتقديم أي نجم جديد، فهناك الفضائيات، وفي الضفة الأخرى يتيح الإنترنت فرصة كبرى للتعرف على الأصوات الجديدة وخلق مساحات أخرى من النجاح، ما جعل الكثير يصفون هذه المرحلة بالسهولة والتي تختلف عن الماضي الذي كان النجم يتعب كثيرا ليكون نجما، ما يتطلب سنوات مضنية من العمل. آخرون يرون أن من أهم المعوقات ولاتزال شركات الإنتاج الفني التي تمارس انتقائية تجاه مسألة تقديم الشباب مكتفية بما لديها من أصوات معروفة. «عكاظ» تعمقت في هذا المحور لتتعرف عن قرب عن هذه المعوقات وكيفية تجاوزها وعبورها، وما المعايير التي يجب توافرها لخوض التجربة: بداية يشير الملحن غازي علي إلى أن لدينا العديد من الأصوات الجيدة التي تستحق الظهور، البعض منها شق طريقة بكل اقتدار، عملت من أجل نفسها وتطورت من أدواتها عبر صقل موهبتها، فاستحقت أن يكون لها هذا الحضور المميز. في المقابل، أسهمت بعض البرامج الجيدة، وفي مقدمتها (سوبر ستار) أن يعد لنا في دوراته المتعددة وخلال السنوات الماضية، أصواتا حقيقية مؤهلة استحقت أن تقدم للساحة الفنية العربية. ويضيف غازي علي، نجد أن العديد من الشركات المنتجة، لم تعد تهتم بالفنان الشاب وتقديمه للجمهور، وأستطيع القول إنها متقاعسة عن الفنان المعروف أيضا في ظل وجود «الإنترنت» الذي يسبب لها خسائر كبرى في طرح الأعمال المنتجة مجانا. وينوه غازي علي أنه باهتمامنا بالفنانين الشباب الموهوبين، فإننا نؤسس لمرحلة مقبلة، كي لا يحدث لدينا فراغ في المستقبل أو تكون لنا أصوات لا قيمة لها. ويرى الملحن طلال باغر من جانبه، أن هناك العديد من الأصوات الشابة التي برزت في الأعوام الماضية، ولكنها تناثرت فجأة دون سابق إنذار، ويعيد باغر هذا الأمر إلى هذه الفئة التي لم تأسس نفسها بشكل جيد، ولم تكن ملمة بألواننا، وأنها كانت تبحث عن الأضواء مع موهبة لا تتنامى تصاعديا، بل بالعكس فقد كانت تسير باتجاهات الهبوط، وهو ماحدث حين تلاشت تماما ولم يعد لها ذكر في الساحة الغنائية، ورفض طلال باغر الخوض في أسماء هذه الأصوات، كي لا يخدش مشاعر أحد، مؤكدا أنها تعرف نفسها جيدا، مضيفا أن الفنان الشاب يحتاج للموهبة، ولكنه يجب أن يعمل على كيفية النهوض بنفسه والبحث عن الوسائل التي من شأنها تقديمه سواء شركات الإنتاج والفضائيات أو غيرها، والاستعانة بخبرات من سبقوه في هذا المجال، كي لا يجد نفسه في مهب الريح، معبرا عن تألمه حين يجد الفنان الشاب مصرا على أن يكون كل شيء (شاعرا وملحنا ومغنيا). ويضيف باغر أن وسائل الاتصال الآن تطورت بما يجعل الفنان من السهولة بمكان أن يظهر عبر عمل مصور أو مسموع في الإنترنت، ولكن عليه أن يسأل نفسه جيدا ماذا سأقدم؟. ويشير الفنان أسامة عبد الرحيم، أن شركات الإنتاج أنشأت منذ قيامها حواجز كبرى بين الفنانين، وأملت عليهم الكثير من الشروط ووضعت عقبات كثيرة بين الفنان وجهموره. ويضيف أسامة أن المعايير لم تعد كما كانت، فالإنترنت يؤدي بدور كبير الآن، ما يعني المعيار اختلف، فالفنان يلعب سواء كان نجما أو شابا على تكنيك جديد وهو «الإنترنت»، فالتواصل عبر كفيل بأن يؤكد تواجد هذا الفنان أو ذاك، فمبجرد تسجيل أغنية، فإن أمامك أبوابا كثيرة في وسائل الاتصال والتقنية تساهم في إيصال ما تريد، وهو ما يسعى إليه الجميع دون استثناء، فالخسائر التي تتكبدها شركات الإنتاج ستجعلها تمضي في اتجاهات جديدة غير إنتاج (الكاسيت)، حيث ستشرع إلى العمل على جانب المحطات الفضائية والإذاعية فقط والبحث عن الجانب الإعلاني لتغطية تكاليفها الإنتاجية. يقول الملحن خالد العليان أتفق مع أن المعايير اختلفت الآن، لأن الفنان الشاب أصبح يتعاطى مع لغة عصره، والمتمثلة في الإنترنت، وهي السائدة بين الشباب حالياً للتواصل، وتضاف إلى الفضائيات التي تنجز وتحقق ما لا تستطيع فعله شركات الإنتاج الفني حالياً، ويضيف العليان أن الفنان ما عليه الآن إلا تسجيل أغنية في إحدى الإستديوهات أو في منزله، لمعرفة أصداء هذا العمل مباشرة من خلال الإنترنت والإذاعة والفضائيات إذا قام بتصويرها. ويشير العليان إلى أنه لم تعد هناك آلية احتكار لشركات الإنتاج لأي صوت بعد أن أصبحت أعمالهم تسرب عبر (النت) بعد ساعة من طرحه، إذن ليس هناك أي مردود متوقع، من هنا فإنهم حتماً يبحثون عن البدائل التي تقلل من خسائرهم.