* في واحد من أفلام السينما الجميلة بمضامينها وعمالقتها في زمن الأبيض والأسود (ما قبل الألوان)، قدم لنا الفنان الكبير حسين رياض يرحمه الله «الحقيقة المرة»، حيث كان ثريا يضيق قصره بمن لا يقطع وصله ويدعي محبته، وقد ضاق منهم صدر مستشاره، فهو صديقه الصدوق ورفيق دربه من قبل أن يلج دروب الثراء، ومن أكثر الناس حبا له وحرصا عليه.. ضاق صدر هذا المستشار الوفي بما كان يرصده من زيف وخداع السواد الأعظم من هؤلاء الوصوليين. ** اعتاد الثري تخصيص بعض الوقت في كل يوم يتبادل فيه الرأي مع مستشاره، قال له المستشار: «يا سيدي إن أخلاق البشر لا يمكن أن تكتشفها إلا من خلال النوائب، فمنعطفات الحياة وأزماتها هي المحك الذي يبدي لك واقع الأحياء ومعادنهم وحقيقة مودتهم من عدمها، وأنت يا سيدي من فضل الله في رخاء وثراء، ولعل هذا ما يجعل الناس في تكاثر من حولك، ولعلي أكثر من سيفرح بهذا لو أن فيهم من صدقك حبه، ويثمن تفضلك، لكن ما أتابعه وأسمعه وألاحظه لا ينبئ بشيء من هذا ولا ذاك، وقبل أن تسلم بصحة ما باح لكم به قلبي قبل لساني أشير عليك بتبين حقيقة هذا من عدمه». * فسأله الثري: كيف لي أن أتبين الحقيقة من كل هؤلاء؟! * فأجاب: أن تسمح لي بأن أشيع بين الناس عامة أنك قد تعرضت للإفلاس في تجارة خاسرة، وعليك يا سيدي أن تمتنع لبضعة أيام عن استقبال أي إنسان، أو الخروج من قصرك، بل وتنطوي في حجرتك، وتتقمص هذا الدور حتى مع أهلك الذين معك في القصر، وأنا بدوري سأكشف شائعة الإفلاس.. بأن أمامك أقل من شهر حتى تترك قصرك وباقي ممتلكاتك لسداد بعض المتبقي عليك من الديون التي داهمتك وأصابتك بالعزلة. * و«باختصار شديد»، نفذ كل منهما الخطة، فجاءت النتائج بما يتجاوز تلك الحقيقة المرة، حتى كاد هذا الثري «حسين رياض» أن يسقط من هول ما لم يكن في الحسبان، حيث كشفت له التجربة أن التخلي لم يقتصر على أولئك المعنيين من أحباب الأمس، بل شمل معهم البعض ممن هم معه داخل قصره وفي أحضان قلبه من أقرب أهله وناسه، ولم يتبق في النهاية إلا من ثبت على سطح هذا الغربال، فاحتفظ بهم، وكشف لكل الركام الذي تهاوى وتعرى أن انخداعه بهم قد استغرق سنين، بينما فضح حقيقتهم المرة كان مجرد اختبار لم يستغرق بضعة أيام، وما جعل الحقيقة بهذه المرارة هو غبائي «باسم الطيبة» في تأخير مثل هذا الاختبار!! والله من وراء القصد. * تأمل: لا تعتمد على خلق أحد حتى تجربه. فاكس: 6923348 للتواصل أرسل رسالة نصية SMS إلى الرقم 88548 الاتصالات أو 626250 موبايلي أو 727701 زين تبدأ بالرمز 124 مسافة ثم الرسالة