* حين تستشعر واجب التفاعل والمشاركة في هموم الآخر في أي ظرف من الظروف القاسية، وتبادر إلى ترجمة استشعارك وتفاعلك لإسهام فاعل وجاد وكريم بكل ما هو في وسعك، حين تكون نموذجا على هذا النحو من الإيجابية، فعليك أن تبتهل حمدا وشكرا لخالقك الذي أنعم عليك بهذا المعين النفيس من أصدق وأسمى وأهم مقومات النفس الإنسانية السوية، كما عليك أن تضاعف وتكرس من ابتهالك وامتنانك للكريم الوهاب الذي أنعم عليك فوق هذا الإنعام بإلهامه عز وجل فجعلك يقظ الإحساس .. حي الضمير .. صاحب نخوة وإيثار. فبالشكر تدوم النعم، وتزيد وتتضاعف «وإن شكرتم لأزيدنكم». ** ومعادن الناس الأصيلة ممن حباهم الله بفضله وإنعامه هم من اختصهم عز وجل من بين عباده بما يعزز إنعامه عليهم في الحياة الدنيا جراء إحسانهم، ويغمرهم برضاه ورحمته يوم لا ينفع مال ولا بنون. «الرحماء يرحمهم الله يوم القيامة». ** وحب الخير يتفاوت بين حب دون تفعيل، وآخر يقترن فيه القول بالعمل، وثالث يطغى فيه العمل على الكلام. ** فهناك من تفيض نفسه بشرا وسعادة أمام كل حالة يسهم في تفريج كربتها بمبادرة مما يكتنزه من خير وإيثار، فلا يزداد بذلك إلا وهجا ووجاهة ورفعة في الدارين، ذلك لأن هذا النموذج الإنساني الرفيع مسكون بالإنسانية في أسمى قيمها وأحاسيسها ومشاعرها ولا يمكن لكل بهارج الحياة وزخرفها أن تصيبه بأي ضمور في حسه الإنساني التفاعلي مع ما جبل عليه من مبادرات الخير التي يبتغي وجه الله وما يحتسبه من ثواب في أهم وأكبر وأبقى رصيد عند من لا يضيع أجر من أحسن عملا. ** وهذا النموذج الناصع من معادن الناس الخيرين لا يحتاج «لبروتوكول» أو «فلاشات» لأي مبادرة خيرية أو تكافل إنساني أو عون مضطر، بل لا يقبل بأي مساس يفسد ثواب ما يقوم به خالصا لوجه ربه، ويحرص كل الحرص على تجنيب المضطر ما قد يشعره بالانكسار والهوان والدونية. فهذا النموذج من الخيرين هم من قال عنهم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: «إنهم الآمنون من عذاب الله يوم القيامة»، وهذا النموذج نفسه من ينطلق في تعامله الإنساني الكريم من قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «اعط السائل ولو جاءك على فرس، واعط الأجير حقه قبل أن يجف عرقه، اصنع المعروف إلى من هو أهله وإلى من هو غير أهله فإن أصبت أهله، أصبت أهله، وإن لم تصب أهله كنت أهله». ** أما عكس النموذج الإيجابي المذكور آنفا فهم كثر، ومنهم الكثير في مجالنا الفني وتحديدا كبار النجومية والثراء الذين لم يكن لهم أي إسهام مادي في كوارث جدة وأسر ضحاياها، في الوقت الذي نجد أقران هؤلاء النجوم في دول الغرب الكثير من المواقف التفاعلية المادية المشرفة والمباشرة أمام أي كارثة تقع لديهم، وأقصى ما تردد عن بعض نجومنا من تضحيات تلويحهم بعدم المشاركة في حفل هلا فبراير تفاعلا مع الأحداث في مصر كانوا لهذا من الفاعلين.!!! والله من وراء القصد. تأمل: قد مات قوم وما ماتت مكارمهم وعاش قوم وهم في الناس أموات فاكس: 6923348 للتواصل أرسل رسالة نصية SMS إلى الرقم 88548 الاتصالات أو 626250 موبايلي أو 727701 زين تبدأ بالرمز 124 مسافة ثم الرسالة