في ظل متابعة «عكاظ» للحالة الصحية لفنانينا الكبيرين الموسيقار العميد طارق عبدالحكيم والموسيقار محمد شفيق تابعنا البارحة الأولى زيارة شفيق الملتزم السرير الأبيض في بيته جراء مرض رعاش لأستاذه طارق عبدالحكيم الذي يشكو من سرطان البروستاتا وغادر المستشفى ويلازم بيته أيضا مع مواصلة كليهما لبرنامج علاجهما. في تفاصيل الموضوع أن محمد شفيق رغم حالته الصحية التي لا تسمح له بمغادرة المنزل في جنوب شرق جدة أصر على زيارة العميد طارق عبد الحكيم في بيته في شمال غرب جدة ... فكانت «عكاظ» عراب اللقاء بينهما وكان المطرب المحتجب عمر الطيب ضيف هذا اللقاء بين الأستاذين وكانت أصوات كل من الفنانة اللبنانية الكبيرة هيام يونس وعبد الكريم عبد القادر من الكويت وجواد العلي من دبي حاضرة ومشاركة في الأمسية وتقديم تحايا السلام والاستيضاح للاطمئنان على الموسيقارين الكبيرين وقبل هذا وذاك الإحاطة علما بحالتي الصديقين العزيزين لهم جميعا طارق وشفيق اللذين ملآ عالم الفن العربي موسيقى وأنغاما وطربا.. طارق عبد الحكيم وكما هي عادته الطيبة ونقاء معدنه وصفاء قلبه وجليل أخلاقه ورغم معاناته وفوق كل شيء كانت تسبقه بشاشته في الترحيب بصديقه وابنه في عالم الموسيقى محمد شفيق ولكن ب «لوك» جديد بعدما وجدناه ملتحيا لأول مرة وتنشر صوره باللحية لأول مرة رفقة هذا الموضوع.. والخلاصة أن التفاؤل المعهود في هاتين الشخصيتين لم يأت أبدا على الحالة الصحية لكليهما طوال الأمسية إلا أثناء مكالمات الاطمئنان من هيام وعبد الكريم وجواد العلي، أما طارق وشفيق فإنهما لم يأتيا إلى الحديث عن الحالات المرضية التي يعانيان منها ولكنهما قدما بوحا ممتلئا بالشجون وحشود الأحاسيس ولواعج الحنين عن الماضي العذب وانهمر منهما حديث مضمخ بطيوب التعبير وأفاويح الكلمات عن الذكريات الغوالي، فكان طارق يستذكر الكثير من المواقف الرائعة المنقوشة في صميم ذاكرته والماكثة في أعماق نفسه وقلبه ويلهج بصدق مؤثر بالحالات الفنية والاجتماعية المحتشدة بالصور الحياتية الجليلة التي عايشها طوال سبعين عاما مضت.. أما محمد شفيق فتحدث عن آماله الكبيرة والعزيزة على قلبه وعن أمانيه الأثيرة لديه التي يطمح إلى أن ينتهي منها قريبا وعلى وجه الخصوص تنفيذ وطنياته الغنائية التي كان آخرها مع فنان العرب محمد عبده هذا الشهر.. كما قال إنه يضع أمام نفسه اليوم مشروع إعادة وتطوير وتصوير العديد من الأوبريتات الاجتماعية التي سبق له طرحها من أشعار الراحل محمد صالح نوار مثل أوبريت الزواج الذي قام ببطولته مع النجمة يسرا في السبعينات.. أما الفنان عمر الطيب فقال: سعدت بأن أستاذي طارق عبد الحكيم كان قد اختارني لأداء أول أغنية وطنية للملك خالد رحمه الله «أبو بندر» في مطلع حياتي الفنية وكنت أيضا سعيدا بأن اختارني لأداء آخر عمل وطني قام بتلحينه لي عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله أطال الله في عمره «عبدالله يا عبدالله ... انت ملكنا إن شاء الله»، من كلمات الشاعر الراحل فيصل البركاتي .. وما أثلج الصدور وأفرح النفوس وأضفى المزيد من شآبيب السرور تلكم الاتصالات الهاتفية الوفية والصادقة من نجوم الفن الثلاثة من دبي والكويت وبيروت أثناء ساعات الأمسية الثلاث.