• مشكلة أخي جعلتني أعيش حياة تائهة ولا أعرف كيف أجد لها حلا، فأخي الذي يصغرني بثلاث سنوات يوشك أن ينتهي من مرحلته الثانوية، قد صدمت بتصرفاته وسلوكه، فهو يحادث فتاة على النت، وحوارهما مبني على كلام فارغ، ومخجل ومليء بنزوات المراهقة، والغريب في الأمر أن الفتاة هي التي تحرضه على ذلك، وقد أعطته رقمها دون أن يطلب ذلك، والمشكلة أنه يحدثها عن كل شيء يحدث في داخل أسرتنا، ويخبرها بكل أسرارنا، وقد بدأ يظهر تغير في حال أخي بعد أن كان يحتقر من يفعل مثل أفعاله الحالية، وصار يقول إنه لا يستطيع أن يعيش بدونها، وصار لا يصلي ويهتم بالأغاني بعد أن كان لا يهتم بها، وأصبح يعاملني معاملة سيئة، وصار عاقا لأبي وأمي، وينكر جميلهما، أرجوك دلني على طريقة مناسبة حتى أستطيع أن أتعامل مع الموقف بصورة صحيحة. أبرار المدينةالمنورة ما يمارسه شقيقك لم يعد أمرا نادرا فهناك الكثير من الشباب والشابات يمارسونه ويفعلونه، وما وجده من تلك الشابة أمر بكل المقاييس غير مقبول، وما يفعله أخوك أيضا سلوك غير مقبول، ودعينا نتفق على أن الخطأ يبقى خطأ مهما كثر عدد الذين يمارسونه، وكثرة ممارسة الناس لسلوك محرم أو خاطئ لا يحيله إلى سلوك مقبول أو مشروع، وبالتالي فينبغي أن تغيري من طريقة تعاملك مع أخيك، لأن الواضح من رسالتك أنك مستهجنة لما يفعله، سواء ما يمارسه من سلوك مع هذه الفتاة أو ما يمارسه من عقوق مع والديه أو ما يفعله من فظاظة أثناء تعامله معك، وعدم صلاته واضح منها أن في نفسه خوف وحياء من الله يعبر عنه من خلال الابتعاد عن الوقوف بين يديه كما يفعل بعض الشباب، لذا إن كنت جادة في علاج حالته، فعليك أن تؤكدي له أنك لم تقصدي التلصص عليه ولكنك بطريق غير مباشر عرفت ما حدث بينه وبينها، وأثناء حوارك معه أسأليه: هل ترضى أن أصنع علاقات مع شباب؟ وهل يرضيك أن يكون لي شاب أتحدث إليه كما يتحدث هو مع هذه الفتاة؟ وهل يرضيه أن يحصل على علاقة مع مثل هذه الشابة ويخسر رضا ربه ورضا والديه؟ وما هي نتيجة مثل هذه العلاقة وإلى أين يريد أن يصل بها؟ كل هذه الأسئلة اطرحيها عليه، وحاولي أن تحتملي غضبه، وصراخه لو حصل ذلك، وأكدي له أن والديه مستاءان جدا من تصرفاته وأنه لو حصل لأحدهما مكروه بسبب سلوكه معهما فسيكون هو المسؤول عن ذلك وأنك وبقية إخوانه لن تسامحوه على الأذى الذي يمكن أن يحدثه لكل من والده ووالدته، ونصيحتي لك في كل هذا أن تكوني رحيمة به، وتؤكدي له أنكم تحبونه ولستم كارهين له، وإنما كرهكم لهذا السلوك فقط، وركزي كثيرا على أنه سيبقى أخاك مهما حدث وأن المطلوب منه بعضا من الوعي لنتائج ما يفعل.