في تصريح لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أكد قائلا «إن الأمن الفكري أصبح في وقتنا المعاصر أحد الركائز الأساسية لكيان الأمة، كما لم تعد المخاطر المهددة له مجرد تنظير أو توقعات بل باتت حقيقة تستوجب مواجهتها والإلمام الواسع والدقيق بها، ووضع الخطط والاستراتيجيات العلمية للتعامل معها والحد من آثارها وتأثيراتها الآنية والمستقبلية». وانطلاقاً من هذه الحقيقة خصصت الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الاجتماع الدوري الخامس لمديري عموم الفروع والإدارات العامة بالرئاسة والذي عقد بمدينة الخبر في المنطقة الشرقية تحت عنوان «تعزيز الأمن الفكري المنطلقات والوسائل» وذلك بهدف تطوير وإثراء المعرفة في مجال الأمن الفكري كمقوم من مقومات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. والواقع أنها بادرة مميزة للرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حيث تم خلال الاجتماع بحث ومناقشة الرؤى والآراء المتعددة التي طرحت من قبل المشاركين وفي مقدمتهم سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ الذي قال: «لكي يتحقق الأمن الفكري للفرد والمجتمع لا بد من الأخذ بالوسائل والأسباب التي تحافظ عليه، ومن أهمها التمسك بكتاب الله والسنة النبوية المطهرة وتطبيقهما قولا وعملا والتزاماً وتحاكماً إليهما». ثم يضيف سماحته: «كما يجب ضبط الفتوى وتضييق دائرتها بحيث لا يتصدى لها إلا المؤهل تأهيلا علمياً سليماً، والمعروف باعتدال منهجه، وسلامة مقصده، ولذلك فإن توسيع مجال الفتوى وتركها مهملة يتصدى لها الجهلة، وقليلو العلم، وحدثاء السن، والباحثون عن الشهرة سبب لاضطراب الأمن الفكري، فتنقلب الحقائق، ويصور الحق باطلا والباطل حقاً، ويلتبس الحق على الناس فيحصل النزاع، والخلاف، والفتن بين أفراد المجتمع، وتحصل الفوضى الفكرية، والجفاء بين طلاب العلم والعلماء الموثوقين». كما أن معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبدالعزيز الحمين أكد في ختام الاجتماع أن بحوث وتوصيات اللقاء سيتم الأخذ بها في الاستراتيجية العامة لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان عدد من المشاركين قد طالبوا خلال الاجتماع التعجل بتدشين استراتيجية هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في تعزيز الأمن الفكري، دعوة الكراسي البحثية التي تولت الهيئة المشاركة في تأسيسها، الدعوة إلى إقامة مؤتمر على مستوى رفيع يتعلق بالأمن الفكري، ربط الأبناء بأهل العلم المعروفين، حسن اختيار المشرفين والمرشدين في المدارس، إنشاء المجلس الأعلى للأمن الفكري، وتخصيص جهات محددة لتنفيذ استراتيجية الأمن الفكري ونشر ثقافة تعزيز الأمن الفكري في جهاز هيئة الأمر بالمعروف وبين جميع فئات المجتمع. والواقع أن هذه المبادرة من الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ذات أهمية بالغة توجب تقديم الشكر لها على اهتمامها بمعالجة قضايا تعزيز الأمن الفكري، غير أن من المهم أيضاً أن تهتم الرئاسة بإقامة دورات تأهيلية لرجالها الذين يعملون في الميدان، حيث لم يعد يمر يوم إلا وثمة مشاكل يحدثها سوء تصرف البعض من رجال الهيئة في مختلف المدن، في الوقت الذي يجب أن يكون رجل الهيئة متحلياً بحسن الخلق والتعامل بالحسنى مع الآخرين، وفقاً لما جاء في كتاب الله: «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة»، كما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن من أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وألطفهم بأهله». والله الهادي إلى سبيل الرشاد. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة