شدّد المفتي العام للمملكة عبدالعزيز آل الشيخ على ضبط الفتوى وتضييق دائرتها، بحيث لا يتصدى لها إلا المؤهل تأهيلاً علمياً سليماً، والمعروف باعتدال منهجه، وسلامة مقصده، كون ذلك من وسائل تحقيق الأمن الفكري. وأضاف: «توسيع مجال الفتوى، وتركها مهملة للجهلة، وقليلي العلم، وحدثاء السن، والباحثين عن الشهرة، سبب لاضطراب الأمن الفكري، فتنقلب الحقائق، ويصوّر الحق باطلاً، والباطل حقاً، ويلتبس الحق على الناس، فيحصل النزاع والخلاف والفتن بين أفراد المجتمع، وتحصل الفوضى الفكرية، والجفاء بين طلاب العلم والعلماء الموثوقين»، مشيراً إلى أن تحقيق الأمن الفكري يتحقق من خلال التمسك بكتاب الله والسنة النبوية، وتطبيقهما قولاً وعملاً والتزاماً والاحتكام إليهما، والاهتمام بالناشئة والشباب واحتوائهم، وتربيتهم تربية إسلامية سليمة، وتحصين أفكارهم ضد المفاهيم المنحرفة، والمبادئ الهدامة، والثقافات المستوردة الضارة، وتصحيح المفاهيم الخاطئة لديهم، وحمايتهم من وسائل الإعلام الضارة من القنوات الفضائية الهابطة، ومواقع الإنترنت الفاسدة، وتوعيتهم بأضرار الخمور والمخدرات. وذكر أن وسائل تحقيق الأمن الفكري تتضمن الاهتمام بمناهج التعليم في جميع المراحل الدراسية، بحيث تكون سليمة مما يتعارض مع تعاليم الإسلام، والاهتمام ببناء عقول الطلاب والطالبات، وربطهم بحلقات تحفيظ القرآن ومجالس العلم والعلماء الموثوقين، حتى لا يقعوا في أوحال التطرف والغلو، والاهتمام بمجال الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.