تمثل مشكلة الحوادث المرورية فى المملكة هاجسا مقلقا وشبحا مخيفا لدى أفراد الأسرة لما تسببه من حسرة وألم وحزن، لا سيما عند الأهالى الذين فقدوا فلذات أكبادهم، وآخرين أعزاء على قلوبنا رحلوا من بيننا. وتعد المملكة من أكثر دول العالم وفيات في حوادث السيارات خلال العشرين عاما الأخيرة، نتج عنها وفاة 100 ألف تقريبا و611 ألف إصابة، مما يعني أن ضحايا حوادث الطرق لدينا تفوق ضحايا جميع حروب العرب مع إسرائيل. وأفادت إحصائية رسمية بأن 70 في المائة من ضحايا الحوادث المرورية من فئة الشباب، وهى الفئة المنتجة فى المجتمع مما يشكل خسارة كبيرة للطاقات البشرية وانعكاسا سلبيا على التنمية الاقتصادية، بالإضافة إلى المشاكل الجسدية والنفسية الأخرى المترتبة على ذلك، مع الإشارة إلى أن 80 في المائة من حوادث المرور تعود إلى سرعة السائقين و20 في المائة إلى مشاكل الطرق والمركبات. وبالتأكيد فإن الوضع اختلف تماما الآن مع تطبيق نظام «ساهر»، حيث ساهم هذا النظام ومن خلال تحديد السرعات في الشوارع في وقف نزيف الدم والحفاظ على الممتلكات العامة والأرواح والإصابات، وأكدت وزارة الصحة في إحصائية بانخفاض معدل الوفيات والإصابات إلى 45 في المائة، مما يجسد ويدل على نجاح نظام ساهر بشكل فعال، كما انعكس هذا النجاح إيجابا على وزارة الصحة في تقليل الصرف على الحالات التى كانت تنوم في مستشفيات الصحة وتشغل 33 في المائة من أسرتها من جراء إصابات حوادث المرور، كما انعكس ذلك في توفير ميزانية الصحة وهو ما يساعد على تطوير برامج صحية حيوية هامة للمواطن وفي إعادة بناء مستشفيات جديدة. وأخيرا.. أتمنى أن يزرع «ساهر» فى كل شارع، وأن تصرف أموال المخالفات على إصلاح الشوارع من المطبات والحفر وإضاءة الأرصفة والأعمدة الموجودة فى وسط الشوارع، ووضع اللوحات التحذيرية وإضاءتها وذلك للحد من الحوادث القاتلة الناتجة عن إهمال الطرق الذى لم يستطع نظام ساهر مراقبتها وتصويرها.