أكد مدير عام الصحة الوقائية بوزارة الصحة الأستاذ فلاح بن فهد المزروع أن الوزارة تقدر حجم المشكلة الصحية الناتجة عن حوادث المرور، قائلاً إنه ومهما تعددت أسبابها فإن حصادها المر سينتهي على أعتاب المؤسسات الصحية التي يقع على عاتقها سرعة وكفاءة الاستجابة لإنقاذ الحياة، وتقليل المعاناة، وتفادي حدوث الإعاقة وذلك من خلال تقديم حزمة من الخدمات الإسعافية والجراحية والتأهيلية حسبما تقتضيه الضرورة. وقال المزروع إن تقريراً صدر عن المرور وأشار إلى أن مليوني حادث وقعت في المملكة خلال الخمس سنوات الماضية نتج عنها مقتل 30 ألف شخص و177 ألف مصاب وقدرت الخسائر التي نجمت من هذه الحوادث بالمليارات يشكل قلقاً للجميع. وأشار أن حوادث المرور في المملكة التي يبلغ تعداد سكانها حوالي 25 مليون نسمة تقريبا تؤدي إلى وفاة شخص وإصابة أربعة آخرين كل ساعة، وهو معدل يعدّ من أعلى المعدلات في العالم كما تقدر نسبة إشغال أسرة المستشفيات بالثلث (33.3%) من جراء الإصابة في حوادث المرور. وبين المزروع أن ما كشفته إحصائية رسمية سابقة بأن 40% من ضحايا الحوادث المرورية هم من فئات الشباب وهي الفئة المنتجة في المجتمع يعني خسارة فادحة للطاقات البشرية وانعكاس سلباً على اقتصاد الدولة. وقال إنه عند مقارنة الفترة الماضية مع المرحلة التي أعقبت تطبيق نظام ساهر تظهر النتائج مدى مساهمة برنامج ساهر في تحسين بعض المؤشرات الصحية حيث انخفضت نسب الوفيات والإصابات بشكل ملحوظ بعد تطبيق النظام، حيث أكدت الإحصائيات ذلك كما انخفض معدل الحوادث في الشهر من 14 ألفاً إلى 10 آلاف حادث أي بنسبة 14%. وتقلص متوسط عدد الإصابات الناجمة من حوادث المرور من 249 قبل تطبيق البرنامج إلى 110 بعد التطبيق وذلك بنسبة 55.8 %. وانخفض معدل حالات الوفاة من 37 قبل التطبيق إلى 20 حالة في الشهر بعد التطبيق وذلك بنسبة 45.9 %. وقال المزروع إن هناك انخفاضا مستمراً لعدد الإصابات حيث وصلت نسبة الانخفاض 43% مما يعكس مساهمة برنامج ساهر في هذا الانخفاض الملحوظ. وأشار المزروع إلى أن هناك بعض المؤشرات الصحية والتي أشارت إلى أن أعداد وفيات وإصابات الحوادث المرورية سجلت انخفاضأ واضحاً بعد تطبيق النظام مما ينعكس إيجابا على وزارة الصحة بتقليل الصرف على الحالات التي ترد إلى مستشفيات وزارة الصحة بسبب حوادث المرور مما يعني توفير ميزانيات وإعادة توجيها لبرامج صحية أخرى. كما أظهرت إحصائيات هيئة الهلال الأحمر السعودي أن الحوادث المرورية (دهس – انقلاب – تصادم) والتي باشرتها الفرق الإسعافية لهيئة الهلال الأحمر السعودي خلال شهر ربيع الآخر من العام الحالي سجلت انخفاضاً في أعدادها بلغت نسبته 25،21% عن معدلها في الشهر الذي سبق تطبيق النظام. حيث أظهرت تلك الإحصائيات أن عدد الحوادث المرورية خلال شهر ربيع الأول بلغت (1091) حادثاً مرورياً فيما بلغت خلال شهر جمادى الآخرة حيث طبق نظام ساهر (816) حادثاً مروريا. وانخفض معدل الوفيات الناتجة عن إصابات الطُرُق (أحد المؤشرات الصحية) حيث أكد الطب الشرعي للوفيات بمجمع الملك سعود الطبي أن أعداد الجثامين المحولين إلى الطب الشرعي سجلت انخفاضا في الفترة التي تم تطبيق نظام ساهر خلالها في مدينة الرياض. كما انخفضت نسبة الإعاقات الناتجة عن إصابات الطُرُق. وكشف المزروع أن عدد المترددين على أقسام الحوادث سجل انخفاضا مما يؤدي إلى تحسين الرعاية التي يتلقاها المصابون في الحوادث إلى المستشفى. كما سجل معدل انشغال الأسرة انخفاض (bed occupancy rate). وشدد المزروع أنه من خلال المكتسبات التي تحققت بعد تطبيق نظام «ساهر» في مدينة الرياض فإن الحاجة ضرورية إلى دعم نظام ساهر وإبراز البعد الاستراتيجي الوطني في تغيير المؤشرات الصحية الحرجة والتي تمس سمعة المملكة. علماً أن هناك متطلبات والتزامات على المملكة لتطبيق التنمية المستدامة التي تتطلب انخفاض المؤشرات الحرجة التي تؤثر على صحة الفرد. من جانبه اوضح مدير مشروع ساهر مدير مرور الرياض العقيد عبدالرحمن بن عبدالله المقبل أن ما تحقق من نتائج إيجابية لساهر أسهمت في الحفاظ على الأروح والممتلكات العامة وساهمت في الحد من أخطر مسببات الحوادث المرورية جاءت بفضل من الله ثم بفضل دعم قيادة هذه البلاد بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله. والمتابعة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز والتوجيه المستمر من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية. وقال العقيد المقبل الحمد لله إن مؤشرات النجاح ظهرت خلال الأشهر الأولى من تطبيق النظام سائلاً الله العلي القدير أن يوفق قادة هذه البلاد لكل خير وأن يجعل ما نراه الآن من حقن للدماء والإصابات الخطيرة جراء الحوادث المرورية في موازين حسنات قيادتنا الرشيدة.