عرفت الخلايا الجذعية عندما كنت معيدا في الجامعة وكتبت عنها في كتابي الأول عن الأجنة الذي تدرسه معظم الجامعات لطلاب علم الأجنة، وهي منجم بيولوجي للطب وقطع غيار لمستقبل العديد من الأمراض، لكن من يصل إليها في الحصول عليها كخلايا معالجة وطبية عدد أندر من النادر ما عدا تطبيقاتها الواسعة في زراعة نقي العظام لبعض أمراض الدم خاصة سرطان الدم (اللوكيميا) لدى الأطفال وقد برع في هذا العديد من المستشفيات خاصة مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض، أما ما عدا ذلك فإن استخدام الخلايا الجذعية كعلاج للأمراض الكبيرة والمزمنة والعضوية والسرطانية لايزال يبرح مكانه ما عدا تجارب شبه غير متكررة كزراعة جزء من القصبة الهوائية في بريطانيا وزراعة عضلة القلب في اليابان وزراعة خلايا عصبية لمرض الزهايمر والباركنسون وزراعة الخلايا الغضروفية والعظمية لبعض المفاصل في بعض الدول، ومما يزيد الأمل في الخلايا الجذعية كعلاج للأمراض في المستقبل هو اكتشاف الباحثين البيولوجيين خلال السنتين الماضيتين أن الخلايا الجذعية موجودة تقريبا في كل عضو من أعضاء الإنسان فللكبد خلاياه الجذعية وللبنكرياس خلاياه الجذعية وكذلك للمخ وهكذا بقية الأعضاء ولايزال البحث جاريا عن بقية الأعضاء وهذا مما يؤكد أن الله سبحانه وتعالى الذي خلق الإنسان خلق معه ما يمكن يصلح به مرضه وعطبه من نفسه هو، وهو ما يؤكد الحديث الصحيح «ما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء، علمه من علمه وجهله من جهله». كما أنه يساعد كثيرا في التغلب على الممناعة والرفض المناعي لأنه كلما كانت الخلايا من الجسم نفسه كلما كان قبول الجهاز المناعي منها طبيعيا فكيف إذا كانت من العضو نفسه فإن قبولها يكون مؤيدا وقويا.. أما الجانب المعتم في موضوع الخلايا الجذعية فهو من يستغل هذا الموضوع ويضحك به على المرضى خاصة العيادات والمستشفيات التي تتخذ من المرضى حقلا للتجارب وبنكا لاستدرار الأموال وهي متعددة وكثيرة وموجودة في بعض الدول العربية والعالمية وهم من يمكن وصفهم بأنهم «متاجرو» الخلايا الجذعية ومن هنا فإنني أنبه إلى ضرورة التأكد من أي مستشفى أو جهة تدعي إمكانيتها في استخدام الخلايا الجذعية في العالم كعلاج للأمراض لأن موضوع الخلايا الجذعية وتطبيقاتها العلاجية لاتزال في أول الطريق ولكن المستقبل لها ولعطاءاتها كبير ولعل فيما تقوم به بعض معامل الأبحاث للخلايا الجذعية في العالم يكون له مشاركة في ذلك والتي منها ما بدأت تتحرك فيه المجموعات البحثية في المملكة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 120 مسافة ثم الرسالة