أكد مدير الشؤون الصحية للتخطيط والتطوير في محافظة جدة الباحث والمهتم في مجال العلاج بالخلايا الجذعية الدكتور أسامة ظفر أن العلاج بالخلايا الجذعية يعد فتحاً جديداً لآفاق أوسع لعلاج الأمراض المستعصية والمزمنة. وقال في حديث إلى «الحياة» إن البحث في هذا المجال بدأ منذ سنوات في دول كثيرة من العالم، إذ تم إجراء أبحاث في هذا الخصوص في أميركا وبعض دول أوروبا على الحيوانات المختبرية، إلا أنه تطور في بعض دول العالم الأخرى، وانتقلت تلك الأبحاث من مرحلة التجارب على الحيوانات المختبرية إلى التطبيق المباشر على البشر. وأضاف أن في مقدمة تلك الدول الصين الشعبية، التي بدأت منذ تسع سنوات في تقديم هذا النوع الجديد من العلاج للمرضى، كما شهدت السنوات الأربع الماضية تطوراً كبيراً، ودخلت مراحل العلاج تحت مظلة الحكومة، ويوجد اليوم عدد كبير من المختبرات المتخصصة في هذا المجال، إضافة إلى بنوك للخلايا الجذعية. وحول مفهوم العلاج باستخدام الخلايا الجذعية قال ظفر: «هنالك أنواع عدة للخلايا الجذعية، أولها الخلايا الجنينية، وهي تستخلص من الأجنة المجهضة لسبب غير إرادي، وفي فترة من الحمل حددها الباحثون بين أسبوعين من تاريخ الحمل إلى 10 أسابيع، ولا تؤخذ تلك الخلايا قبل هذا الوقت أو بعده، والسبب يعود إلى أن الخلايا تكون في هذه الفترة آمنة، وفي حال عدم نفعها فهي لا تضر الإنسان». وزاد موضحاً أن الخلايا الجذعية التي تؤخذ من الجنين تنقسم إلى خلايا «بنكرياسية» وهي فعالة في علاج مرض السكري، وأخرى عصبية تستخدم في علاج الأمراض العصبية المستعصية، وثالثة جلدية تستخدم غالباً في العلاجات التجميلية، وخصوصاً في ما يتعلق بإزالة الآثار الجلدية. أما الأنواع الأخرى من الخلايا الجذعية فلفت مدير الشؤون الصحية للتخطيط والتطوير إلى أن نوعاً منها يتم استخلاصه من الخلايا الجنينية البالغة حين يبلغ عمر الجنين أكثر من 12 أسبوعاً، فيما يجري استخلاص نوع آخر من الحبل السري للجنين مكتمل النمو، وهذا الأخير يستخدم كعلاج أمان للشخص ذاته، إذ ما زال إعطاء هذا النوع من الخلايا لأشخاص آخرين تحت الدرس، لاسيما وأن هنالك احتمالات أن يرفض الجهاز المناعي للإنسان هذا النوع من الخلايا، أو التفاعل معها. وبحسب ظفر فإن أنواع الخلايا الجذعية التي تستخدم في العلاج لا تتوقف على تلك السابقة بل «تشمل كذلك الخلايا الجذعية الموجودة في النخاع الشوكي، وتستخدم منذ فترات طويلة في جميع دول العالم كعلاج فعال لأمراض الدم كافة، إضافة إلى علاج سرطان الدم». وجزم الدكتور ظفر أن الخلايا الجذعية أصبحت اليوم علاجاً فعالاً للأمراض المزمنة ومن أبرزها مرض السكري، إذ أثبتت الدراسات نتائج مبهرة في التخلص من هذا المرض. أما حول طريقة علاج مرض السكري بالخلايا الجذعية فقال: «يتم أخذ الخلايا الجنينية الجذعية وحفظها قبل تحضيرها بآلية معينة ومن ثم إعطاؤها المريض في مراحل التحضير النهائية وخلال فترة لا تتعدى 24 ساعة من تاريخ انتهاء التحضير، كونها تتلف بعد مرور 24 ساعة»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن طريقة حقنها للمريض تشمل مرحلتين، الأولى: من طريق المحاليل الوريدية، والثانية بواسطة «القسطرة» وفيها يتم «حقن الخلايا الجذعية في العضو المصاب فمثلاً في مرض السكري يتم حقنها في البنكرياس مباشرة». وتابع: «بعد عمليات الحقن تبدأ الخلايا في النمو وتكوين خلايا «بنكرياسية» جديدة قادرة على إفراز «الأنسولين» في الجسم»، مشدداً على أهمية الوقت بالنسبة للعلاج بهذه الطرق، فللوصول إلى نتائج إيجابية في العلاج بالخلايا الجذعية تحتاج عمليات الزراعة لوقت طويل ورعاية صحية للمريض، وتبدأ النتائج الإيجابية في الظهور على المريض في فترة تتراوح بين 90 و100 يوم تقريباً. وأوضح أن النتائج النهائية أكدت أن علاج السكري بواسطة الخلايا الجذعية أتبث فعاليته، وتتراوح نسب الشفاء منه بين 30 و90 في المئة، مضيفاً «هنالك مرضي استغنوا عن إبر «الأنسولين» وأصبحوا يتناولون الحبوب المنظمة للسكري فقط، ومنهم من استغنى عنهما نهائياً».