رأى المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الدكتور توفيق بن أحمد خوجة، أن المؤتمر العالمي حول أثر التجمعات البشرية على الصحة العامة الذي تنظمة وزارة الصحة وتحتضنه جدة السبت المقبل يمثل فرصة كبيرة للاستفادة من الخبرات العالمية والمختصة من المنظمات الدولية، مما ينعكس إيجابا على تطوير البرامج الصحية في هذا المجال الحيوي المهم، والخروج بخطة عمل ورؤية عالمية لتحقيق مفهوم التجمعات البشرية المستدامة. وأبلغ «عكاظ» أن تجربة المملكة في الحج كبيرة في كيفية التعامل مع هذا الموسم الروحاني سواء من ناحية التحضير لها، والتنسيق مع جميع الجهات ذات العلاقة والتفاعل مع كافة الأحداث، واستخدام سبل الترصد والمكافحة والاستعداد للطوارئ الصحية وغيرها بنجاح منقطع النظير وكفاءة تشير إليها المؤشرات الصحية السنوية التي تصدرها المملكة كل عام. وفيما يلي نص الحوار: • تستضيف المملكة السبت المقبل المؤتمر العالمي حول أثر التجمعات البشرية على الصحة العامة، كيف ترون أهمية هذا المؤتمر؟ يشكل هذا المؤتمر منعطفا مهما وأهمية قصوى، لأن الهدف منه هو استعراض تجربة المملكة في موسم الحج، كونها تجربة فريدة من نوعها على اعتبار أنها تدير أكثر من مليوني حاج في نطاق جغرافي وزمني محدد، مما جعلها مثالا يحتذى به، فقد شرف الله المملكة بخدمة ضيوف الرحمن، وتحرص على تسخير كافة إمكانياتها لتقديم أفضل الخدمات والرعاية للحجاج في كافة المجالات، ومن بينها الخدمات الصحية التي تقدمها وزارة الصحة للحجاج والتي شهدت طفرة كبيرة من حيث الكم والنوع والجودة من خلال منظومة وقائية وإسعافية وعلاجية متقدمة وقوى عاملة إشرافية طبية وفنية ومساعدة على مستوى عال من الكفاءة والتدريب. تجربة الصحة • كيف تقيمون جهود وتجربة الصحة في التعامل مع ضيوف الرحمن في الحج؟ تعمل وزارة الصحة بكافة أجهزتها وقطاعاتها على مدار العام لتوفير الرعاية الصحية للحجاج على أعلى مستوى بالرغم من الظروف الصعبة المتمثلة في تواجد أعداد كبيرة من الحجاج على مساحة محدودة من الأرض وفي فترة زمنية قصيرة، مما يساعد على سرعة انتشار العدوى وارتفاع نسبة الحوادث والإصابات الناجمة عن ازدحام السير، كما أن غالبية الحجاج من كبار السن، حيث تتجاوز أعمارهم ال 50 عاما، وبعض الحجاج لديهم مشكلات صحية مزمنة كالسكر والضغط والربو وأمراض القلب وغيرها، إضافة إلى اختلاف الجنسيات واللغات والعادات والثقافات، والظروف المناخية المتغيرة، مما يعرض الحجاج لضربات الشمس والإرهاق الحراري في فصول الصيف والالتهابات الرئوية ونزلات البرد في فصول الشتاء وما يترتب على ذلك من ارتفاع أعداد المراجعين للمرافق الصحية وازدياد أعداد المنومين، وتجربة المملكة في الحج كبيرة في كيفية التعامل مع هذه المناسبات سواء من ناحية التحضير لها، والتنسيق مع جميع الجهات ذات العلاقة والتفاعل مع كافة الأحداث، واستخدام سبل الترصد والمكافحة والاستعداد للطوارئ الصحية وغيرها بنجاح منقطع النظير، وكفاءة تشير إليها المؤشرات الصحية السنوية التي تصدرها المملكة كل عام مما شهد له الجميع بذلك. التحديات والمتغيرات • في ظل التحديات والمتغيرات العالمية، ما هي المعطيات المطلوبة لتحقيق مفهوم إدارة التجمعات البشرية؟ إدارة التجمعات البشرية تستلزم التخطيط الصحي لتهيئة المدن للتأكد من سلامة الهواء والماء للتخلص من النفايات والضوضاء وغير ذلك من المخاطر البشرية التي من صنع الإنسان، وأن ذلك يستلزم إعطاء المزيد من التركيز على مشاكل الإسكان وجودة السكن وتوفير السكن الصحي، ومعايير استخدام وسائل النقل والاتصالات ضمن سياسات حكومية شاملة والابتكار. التجمعات البشرية • هل يعني ذلك أن مفهوم مصطلح التجمعات البشرية يقتصر على التخطيط الصحي؟ التجمعات البشرية تفاعل العوامل الإجمالية للتجمعات البشرية سواء كانت في المدينة أو القرية مع كل العناصر الاجتماعية والمادية والتنظيمية والروحية والثقافية التي تساهم في استدامة هذه التجمعات، وتشمل المكونات الطبيعية المأوى من حيث الشكل والحجم والنوع والمواد وفقا لإعلان فانكوفر، مع الأخذ في الاعتبار عناصر الأمان والخصوصية وحماية البشر داخل المجتمع، إضافة إلى البنى التحتية والخدمات اللازمة لاستيفاء وظائف البشر مثل التعليم والصحة والثقافة والرفاهية والترفيه والتغذية، وبمرور السنين اتسع هذا المفهوم ليصبح إطار عمل للتنمية الاقتصادية الاجتماعية، وأصبحت التجمعات البشرية هدفا من أهداف التنمية في مثل هذه الأماكن، حيث يمكن للناس أن يعيشوا ويتعلموا ويعملوا في ظروف الأمان والراحة والكفاءة وهي عناصر أساسية مطلوبة. استفادة الخليج • ما مدى استفادة دول الخليج من المؤتمر العالمي؟ المؤتمر يتيح فرصة كبيرة لدول مجلس التعاون لعرض خبراتها وتجاربها في هذا الشأن، ومثل هذه المؤتمرات العالمية تعد فرصة للاستفادة من الخبرات العالمية والمختصة من المنظمات الدولية، وبالتالي تطوير البرامج الصحية في هذا المجال الحيوي المهم، وأن تكون التوصيات دافعا لمزيد من التطوير وتجويد الخدمات الصحية في المملكة. الخطط الوقائية • كيف تقيمون خطط الصحة الوقائية في موسم الحج؟ يتم كل عام إعداد وتحديث الخطط الوقائية الشاملة في موسم الحج والعمرة، وهي خطط تمنع وفادة الأمراض الوبائية والمجهرية التي تخضع للوائح الصحية الدولية وتساعد في الاكتشاف المبكر لحالات الإصابات بالأمراض المعدية ذات الأهمية واتخاذ الإجراءات الاحتوائية والوقائية السريعة حيالها، كما أن الصحة تطبق الاشتراطات الصحية على جميع الحجاج القادمين من خارج المملكة لأداء الفريضة، حيث يخضع الحجاج لكشف دقيق في المنافذ المختلفة قبل دخولهم المملكة؛ وذلك للتأكد من خلوهم من أي أمراض وبائية أو معدية والخروج بحج خال من هذه الأمراض.