حذر أطباء القلب المختصون من جلطات القلب التي باتت تهدد صحة الكثير من الشباب والكبار، وأشاروا ل «عكاظ» أن 35 في المائة من المرضى يصلون إلى طوارئ المستشفيات متأخرين لتساهلهم مع آلام الصدر، واعتقادهم أن العارض ليس له علاقة بالقلب. وشددوا على ضرورة التوعية الصحية للوقاية من جلطات القلب، خصوصا أن أهم عوامل الخطورة المهيأة لحدوث مرض شرايين القلب التاجية هي التدخين، إذ إن 60 في المائة من المرضى مدخنون، وارتفاع كولسترول الدم، وارتفاع ضغط الدم ومرض السكر، وقلة النشاط البدني، والبدانة، والتعرض للضغوط النفسية. احتشاء العضلة ورأى استشاري القلب في مستشفى الملك فهد العسكري في جدة أن الجلطة القلبية (احتشاء العضلة القلبية) مرض شائع جدا في الغرب، ويصيب سنويا نحو 1.5 مليون شخص في أمريكا، وللأسف فإنه آخذ في الانتشار في بلادنا العربية يوما بعد يوم، ولا سيما مع رفاهية الحياة التي ينتشر فيها التدخين، ارتفاع كولسترول الدم، ارتفاع ضغط الدم وداء السكر، غياب النشاط البدني، السمنة، والتعرض للضغوط النفسية. وأضاف «تحدث الجلطة القلبية حينما يسد أحد الشرايين التاجية في القلب بخثرة (جلطة) فلا تسمح للدم بالمرور عبره، وهذا يؤدي إلى تلف جزء من عضلة القلب كان يغذي بهذا الشريان، ويعتمد حجم الجلطة القلبية على مكان حدوث الانسداد في الشريان، فإذا كان الانسداد قرب نهاية الشريان، أو في أحد الشرايين الصغيرة، كانت الإصابة القلبية طفيفة، أما إذا كان حدوث الانسداد قريبا من منشأ الشريان التاجي فقد يكون التلف الناجم عن هذا الأنسداد خطيرا». تشخيص المرض وحول تشخيص جلطة القلب يشير باشا إلى أن المريض المصاب يشكو بجلطة القلب من ألم شديد جدا في منتصف الصدر، وينتشر هذا الألم عادة إلى الذراع الأيسر، وقد ينتشر إلى الفك أو الظهر، وقد يترافق بغثيان أو ضيق نفس أو إغماء، كما أن المريض يبدو غالبا شاحبا ومتعرقا، ويحتاج تشخيص هذه الحالة إلى توثيق بواسطة تخطيط القلب الكهربي، وإجراء معايرة أنزيمات القلب في الدم. وينصح باشا على ضرورة نقل المريض المشتبه بإصابته بجلطة في القلب إلى المستشفى، ومن ثم إلى العناية القلبية المركزة بأسرع وقت ممكن، فكل دقيقة لها حسابها عند مريض الجلطة القلبية، وخطورة جلطة القلب تكون على أشدها في الساعات الأولى من بدء الألم الصدري، كما أن وصول المريض إلى المستشفى بسرعة يزيد من فرص فعالية الدواء الحديث المذيب لجلطة القلب، ويتمكن معظم المرضى من الجلوس على كرسي بجوار السرير في اليوم الثاني أو الثالث، وقد ينتقل المريض من العناية المركزة إلى جناح المرضى في اليوم الثالث أو الرابع إذا لم تكن هناك أي اختلاطات أو مضاعفات. باشا يؤكد أن هناك عددا من الإجراءات التي ينبغي أن يتخذها مريض الجلطة القلبية، فالإقلاع عن التدخين أمر حتمي، والتدرج في العودة إلى الحياة الطبيعية أمر أساسي، وضرورة تناول غذاء صحي بعيدا عن الدهون. أعراض الجلطة ويتفق استشاري القلب أحمد مجيب مع الرأي السابق ويقول: 35 في المائة من المرضى الذين يتعرضون للجلطات القلبية يصلون إلى طوارئ المستشفيات في فترات متأخرة جدا نتيجة تساهلهم مع آلام الصدر، ويعتقدون أن هذه الآلام هي عارض صحي يذهب تدريجيا، ولا سيما أن أعراض الجلطة تختلف من شخص لآخر، فهي قد تكون خفيفة وتشتد أو العكس تكون شديدة وتخف، وهو ما يجعل الشخص يعتقد أن الأمر بسيط ويزول تدريجيا دون أن يدرك أن العارض الذي يعاني منه هي بداية لجلطة تستوجب التدخل الطبي، مع التنويه أن كثيرا من الأعراض الأخرى تكون مشتركة بين جميع المرضى كالتعرق وعدم القدرة على رفع اليد والشعور بثقل الجسم وغير ذلك، وكل هذه المعطيات تضاعف من مسؤولية الفريق الطبي في التعامل مع الحالة بسرعة متناهية، وخصوصا إذا كان المريض يسكن بعيدا عن المستشفيات .