رأى استشاري طب القلب في مستشفى الملك فهد العسكري الباحث الطبي حسان شمسي باشا، أن أمراض شرايين القلب التاجية أصبحت تهدد الشباب في سن مبكر مقارنة بالماضي الذي كان الشخص يصاب بعد الستين. وبين أن هناك عوامل خطورة تساعد في تعرض الشرايين التاجية للأزمات ومنها التدخين، الإفراط في الأكل، الكسل، عدم الحركة، والتعرض للضغوط النفسية الشديدة. ولفت إلى أن شرايين القلب التاجية هي الشرايين التي تغذي عضلة القلب ذاتها. فهناك شريانان تاجيان أساسيان يخرجان من الشريان الأبهر (الأورطي)، ثم يتفرع الشريان التاجي الأيسر إلى فرعي، ويحدث مرض شرايين القلب التاجية نتيجة ضيق أو انسداد في الشرايين التاجية، ويحدث ضيق الشريان بسبب تصلبه، أي أن الشريان يفقد مرونته وتترسب فيه الدهون والألياف ما يعيق مجرى الدم. ويظهر المرض على صورتين: الذبحة الصدرية، وجلطة القلب (احتشاء عضلة القلب). الذبحة الصدرية وحول الذبحة الصدرية أضاف الدكتور باشا «يطلق هذا الاسم على الألم الصدري الذي يحدث عندما لا تستطيع عضلة القلب تأمين حاجتها من الأوكسجين؛ نتيجة تضيق في شرايين القلب التاجية، ويحدث هذا الألم عادة خلال الجهد، ويزول بتوقف المريض عن الجهد، أما جلطة القلب (احتشاء عضلة القلب) فتحدث عندما يسد أحد الشرايين التاجية بجلطة (خثرة)، فلا تسمح للدم بالمرور عبره، فيتخرب جزء من عضلة القلب كان يروى بذلك الشريان المسدود، وجلطة القلب هي القاتل الخفي الذي يقبع وراء كثير من حالات الموت المفاجئ التي تداهم الشخص وهو في أوج عافيته وصحته. العوامل المسببة وعن العوامل المسببة للإصابة بمرض شرايين القلب أفاد الدكتور باشا: هناك مجموعة من العوامل المهيأة للإصابة بهذا المرض، ونطلق على هذه العوامل اسم «عوامل الخطر»، وتقسم هذه العوامل إلى: عوامل لا يمكن التحكم فيها: كالعمر والجنس والوراثة، وعوامل يمكن التحكم فيها والسيطرة عليها: كالتدخين، ارتفاع كولسترول الدم وارتفاع ضغط الدم، مرض السكر، عدم القيام بالرياضة البدنية، والبدانة وغيرها. الوقاية الصحية ويؤكد الدكتور باشا أن الوقاية من مرض شرايين القلب التاجية تكون من خلال التوقف عن التدخين، حيث إن فوائد التوقف عن التدخين تبدأ منذ اليوم الأول الذي يقلع فيه الشخص عن التدخين، وبعد خمس سنين تقريبا من التوقف عن التدخين فإن احتمال حدوث مرض في شرايين القلب يصبح مساويا لمن لم يدخن في حياته قط، مع التنويه إلى أن التدخين يشمل الشيشة والسيجار والبايب فكلها تحتوي على مواد ضارة للصحة بنسب مختلفة. وتؤكد الإحصائيات أن تدخين السجائر ذات القطران أو النيكوتين لا تقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب. وبجانب ذلك، تناول الغذاء الصحي، فأكدت الدراسات أنه كلما زادت كمية الدهون المشبعة في الطعام زاد انتشار مرض شرايين القلب، والغذاء الغني بالدهون يرفع كولسترول الدم، وبالتالي يحدث تصلبا في الشرايين. وبالمقابل، فإن الغذاء الفقير بالدهون المشبعة ينقص الكولسترول ويوقف عملية تصلب الشرايين، ويقلل من احتمال حدوث جلطة في القلب. ويشدد الدكتور باشا على ممارسة الرياضة، موضحا أن الدراسات الحديثة أكدت أن إجراء تمارين رياضية كالمشي السريع أو الجري أو ركوب الدراجة أو السباحة لمدة 20 30 دقيقة مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع يفيد في الوقاية من أمراض شرايين القلب، والمشي السريع من أفضل أنواع الرياضة البدنية، والأشخاص النشيطون جسديا يتمتعون بشرايين قلبية أوسع من الأشخاص الخاملين. ويحذر الدكتور باشا من البدانة لأنها ترفع ضغط الدم وتؤهب لمرض السكر، وأن اتباع نظام سليم وممارسة الرياضة بانتظام يجعل الشخص يحافظ على الوزن المثالي. وخلص الدكتور باشا إلى القول إن تجنب الانفعالات النفسية ضروري لتجنب أمراض الشرايين، والحرص على السيطرة على ضغط الدم إن كان مرتفعا، ومعالجة مرض السكر بحكمة ودراية.