يحكى أن رجلا كانت وظيفته الإشراف على أوعية الماء في حمام عمومي والتأكد من بقائها مليئة طوال الوقت، بحيث يأتي الشخص ويأخذ الوعاء ويقضي حاجته ثم يعيد الوعاء ليقوم صاحب الأوعية بملئه مرة أخرى.. وهكذا. وفي أحد الأيام، جاء شخص على عجل وخطف أحد الأوعية منطلقا به نحو الحمام، فصرخ به صاحب الأوعية وطلب منه العودة بالوعاء وأخذ الوعاء الذي يليه، وبعد أن قضى الرجل حاجته عاد إلى الأوعية ليعرف مصدر الخطأ الذي وقع فيه فوجد أن الأوعية لا تختلف عن بعضها البعض، ولم يجد ما يبدد تعجبه سوى سؤال صاحب الأوعية الذي رد عليه قائلا: وأنا ماذا أفعل هنا!! لو تتبعت حركة دوران المعاملات الحائرة في معظم الأجهزة الحكومية والتي تأخذ أضعاف لفتها الطبيعية، ولو دققت في كل هذا العشق العجيب لتداول الورق، لوجدت أن المشكلة المستترة لا تخرج عن سلطنة صاحب الأوعية بشكل آو بآخر. هذا الكم الهائل من المراجعين الذين يذرعون ردهات الأجهزة الحكومية، وهذه الماكينة الهائلة من المعاملات التي أرهقت كاهل الإدارة الحكومية يدل على أن الطريقة التقليدية في العمل ما تزال باقية، وأن الوضع يزداد سوءا وتفاقما مع الزمن، وأن أجهزة الحاسب التي تزين مكاتب الموظفين والمديرين ليست سوى للديكور أو للانفتاح على مواقع خاصة لا علاقة لها بالعمل. الإشكالية هنا ليست دوران معاملات، ولكن إدارة تنمية كلها للأسف تدار على هذه الطريقة. فاكس: 065431417 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 161 مسافة ثم الرسالة