قبل أيام قليلة كنت في طريق العودة من رحلة من خارج المملكة، وكان على ظهر أحد المقاعد المجاورة رأس الهرم في إحدى مؤسسات المجتمع المدني، وعندما شرعت في تصفح الصحف الوطنية لاحظت بأن هناك تصريحا لهذا المسؤول على خمسة أعمدة. التغطية كانت تتضمن بالإضافة إلى التصريح خبرا عن استقباله لأحد الوفود الأجنبية، حملت الصحيفة لأسأله متى وكيف؟ لكنني وجدته وقد استغرق في نوم عميق. تصفحت بقية الصحف فوجدت نفس التغطية وبالكربون سوى أن بعض الصحف كانت مدعمة بالصور. هذا يأخذنا إلى نقطة مهمة وهي أن هذه المؤسسات في القطاعين العام والخاص درجت على هذه الطريقة وأصبحت هي من يقوم بتحرير الأخبار وعمل ال scope اللازم لها وطريقة توجيهها وما تحمله ما بين السطور واختيار الوقت اللازم لنشرها. في اعتقادي أن هذا عمل أقل ما يمكن أن يقال عنه إنه لا يتفق مع الأعراف الصحافية؛ لأنه يحمل رسائل غير محايدة غالبا ما تساهم في تشويه وعي القارئ بشكل أو بآخر. قبلها بأيام كنت أستمع لأحد محرري الأخبار في أحد الأجهزة الحكومية عندما قال بفخر إنه غير في صيغه الخبر الفلاني لإدخال العنصر العلاني كبعد تاريخي للحدث وليكون للخبر انتشار أكبر والهدف تلميع صورة هذا الجهاز المسؤول فيه. لو تصفحت الصحف المحلية لوجدت معظم التغطيات على هذه الشاكلة حيث مصادر الأخبار تطبخ لدى «مؤدلجين» في العلاقات العامة احترفوا هذه الطريقة لتضخيم الأحداث ورسم صورة وردية مغايرة للواقع. مراسل الصحيفة يفترض أن يكون في موقع الحدث ليكون شاهدا على الحقيقة ولكيلا تتحول الصحافة إلى ملصقات إعلامية لهذه الأجهزة. فاكس: 065431417 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 161 مسافة ثم الرسالة